الأحد، 19 مايو 2013

عنصرية





كل شىء حولنا يدل على التمييز والعنصرية ، كأن العنصرية ممتزجة بجيناتنا الوراثية ، فمازال الكثيرون يعتقدون أن هناك فروق وعناصر موروثة او مكتسبة بطبائعهم  أو قدراتهم أو ثقافتهم ، أو ثرائهم  تبرر أحقيتهم في معاملة مختلفة تماما عن معاملة  باقي الأفراد المنتمين للمجتمع  بشكل مختلف اجتماعيا وقانونيا

ينسي الكثيرون انهم لا شىء ، وان قيمتهم الحقيقية – إن كانوا ذو قيمة – تنبع من مدي افادتهم للاخرين لانهم بشكل أو بآخر يستفيدون ايضا منهم ، فشبكة العلاقات الاجتماعية قائمة على الأخذ والعطاء وتبادل المنافع ، أي كانت صورة هذه المنفعة  

نعم ، الجميع سواء ، لانهم يملكون نفس المقومات والافضلية فقط كما اخبرنا رب العزة للاكثر ايمانا والاكثر علما ، (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) حتي هذه الافضلية لا يجب ان يتفاخر بها احد على الاخر ، بل هي افضلية يحاسب بها الخالق عباده ، ودعوة منه تعالي للتسابق إليها والوصول لها، وحق لله سبحانه وتعاله فقط
 
كل الموازين مقلوبة ليدنا من يملك يري انه الاحق بالتمييز في المعاملة او الظهور و الحقوق والاولويات ، ليس هذا كل شىء، بل يري انه معصوم من الخطأ ، غير مطالب بأصلاحه إن اعترف به ، ليس عليه واجبات ، لا يجب ان يعاقب ، انما هو – طينة تانية -  لا يجب ان يتعامل كا يتعامل الاخرون  ، ومن لا يملك ينتظر فرصة للتعامل مع الاقل ليغتنم جزء من عنصرية كاذبة

ربما يأتي يوم ويري الكثيرون  العدل والمساواة والنظرة الحقيقية  للذات البشرية بصورة واقعية ، ولكن هذا اليوم يتطلب ميلاد اجيال جديدة ، اجيال لم تعاصر ولم تشاهد ولم تجرب كل ما حدث ويحدث ، ولكن حتي اجيالنا الناشئة اشد قسوة منا في تقدير وممارسة العنصرية

هناك تعليق واحد:

walaa tulip rose يقول...

لغة ال لا اعتراف تسودنا ... هذا لان الاعتراف يسوقنا للا نهاية...
فمن يعترف يصلب ويجلد ومن لا يعترف هو الفهلوي اللي نجي من الحساب .. ومن هنا اصبح الجميع فوق مستوي العقاب ..