الأحد، 6 ديسمبر 2015

دعوة بالياسمين


ربما نختلف كيف نُسعد والحياة معادلة طرفها الثاني لا نمتلكه، تُختصر فيه كل الشرور التي لا تترك داخلنا إلا الدموع  
ربما نختلف كيف نُسعد وكل طريق نسلكه نجده غير ممهد رغم بدايته الأسطورية ولا يبلغ منتهاه
ولكننا يجب ان نتفق على ان السعادة قرار داخلي نحن فقط من يمتلك كلمات مرورها ولا يستطيع ان يحققها لنا شخص ما، مُلك ما، وقت ما، إي ما، أنما تولد في اللحظة التي نستطيع فيها الوقوف بمفردنا نواجه ما نواجه بقلب نابضا
ولكن كيف؟
فسرها المنفلوطي في رواية مجدولين "أطلب السعادة في الحقول والغابات ، والسهول ، والجبال ، والأغراس والأشجار والأوراق والأثمار ، والبحيرات والأنهار ، وفي منظر الشمس طالعةً وغاربة ، والسحب مجتمعة ومتفرقة ، والطير غادية ورائحة ، والنجوم ثابتةُ وسارية ، واطلبها في تعهد حديقتك ، وتخطيط جداولها ، وغرس أغراسها ، وتشذيب أشجارها ، وتنسيق أزهارها ، وفي وقوفك على ضفاف الأنهار ، وصعودك إلى قمم الجبال ، وانحدارك إلى بطون الأودية والوهاد وفي إصغائك في سكون الليل وهدوئه إلى خرير المياه ، وصفير الرياح ، وحفيف الأوراق ففي كل منظر من هذه المناظر ، أو موقف من هذه المواقف ؛ جمال شريف طاهر يستوقف النظر ، ويستلهي الفكر ويستغرق الشعور ، ويحيي ميت النفس والوجدان ، ويملأ فضاء الحياة هناءً ورغداً"
ربما لم تسعدني هذه التركيبة بقدر ما أسعدني طوفان المعاني الذي يتميز به المنفلوطي ، كلمات المنفلوطي ، مداد المنفلوطي، فأنه يجمع عشرات من المعاني الفريدة في عبارة واحدة، يجعلنا نرسم تلك الصور البلاغية في أذهاننا كلوحة زيتية فريدة لا يشعر بها سوانا، فيجلب الينا الربيع بصفائه وعبيره وظله في حِلّة من زهور كل المواسم لنرتديه   
ولا سبيل لتوقعها إلا عندما أري شيء ما، اسمع شيء ما، أقرأ شيء ما، أشعر بشيء ما، يستفزني أمر ما، فينبض قلبي، فأكون
لن يسعدنا الصمت والسكون وكسر اناملنا، وتشويه جدران حياتنا بالمداد
بل عندما نجري من المداد جداول نبض تتفجر عبر السجايا      
إنها الكلمة التي تنبتها الحروف المبهجة، فتجعل ذاكرتنا لا تغادر الربيع ابدا وتصبغ عقولنا وقلوبنا وكل ذرة في كياننا بلونه ورائحته

أنها الحيثيات التي تجعل من سعادتنا قرار، نحن من يحدد ونحن من يحققه فيولد داخلنا ونوهبه لكل من حولنا
نحن من حولك، هب لنا كلماتك تبهجنا وتسعدنا، وفرشاتك ترسم ربيع دائم في الدروب، وموسيقاك لنحلق في السماء الزرقاء على جناح الياسمين

أكتب لنا
 أكتب لنسعد. 

الجمعة، 4 ديسمبر 2015

من كل بستان زهرة

علي مدار اربعة وعشرون ساعة وانا في مدونتي ، اقلب صفحاتها  وانتخب كلماتها  واصطفي معانيها  واتعجب لافكارها واندم على بعض مواضيعها ، حقا أحدثت داخلي تلك الحالة الفريدة التي لا يشعر بها إلا من غاب كثيرا وعاد ، فاقتبست منها بعض مما قلبت واصطفيت وانتخبت وتعجبت وندمت منه لاقدمه في صفجة واحدة ربما تحتويني كما احتوتني عمرا 

يجب أن نتعلم ان لكلمتنا قيمة مهما كانت مطموسة، ولصوتنا قيمة مهما كان ضعيفا، ولفعلنا قيمة مهما كان مقيدا، وإذا لم نعطي لأنفسنا القيمة التي نستحقها، لن يعطينا إياها أحد، بل ربما يستغل موقفنا هذا ليعمل على زيادة الفجوة بين قدراتنا وجهلنا بها

من تدوينة القيمة الحقيقية يوليو 2009


السعادة لست مكافأة مستحقة لمشوار مفعم بالإحباطات والمحاولات الفاشلة، لكنها جزء من هذه الاحباطات والمحاولات، حقيقة لا يوجد وقت للعيش بسعادة أفضل من الآن، فإن لم يكن الآن، فمتى إذن؟ أن حياتنا أقصر من ان نقضيها انتظارا لمشهد النهاية السعيد الذي في الغالب لن يأتي بالطريقة التي ننتظرها.
من تدوينة قلي ايه هي السعادة 2009 


لا تضع حاجزا بينك وبين احساسك بدعوى أنك قادر على السيطرة ، وإلا كان السقوط حتميا
من تدوينة حتمية السقوط 2008

نصادق نهادن نعادي ننصح نخطي نصيب نحاول نندم، كلها افكار مارسناها بشكل او بأخر في يوم واحد، وننساها في اليوم التالي، تشاركنا فيها جميع مداركنا وحواسنا وخبراتنا واتجاهاتنا وتقاليدنا لتصنع سماتنا الشخصية، حتى بتنا في حيرة، هل شخصيتنا مجموع أفكارنا، أم ان افكارنا نتاج شخصيتنا
من تدوينة فكرة 2008


إن لغة التسامح لغة صعبة، لا يعرفها الكثيرون، وربما ايضا لا يعترفون بها، ولكنها اللغة الوحيدة التي -إن تمت إجادتها – تستطيع بناء جسر يعبر بنا إلى حياة هادئة، وانا لا ادعي أنى اجيد هذه اللغة، ولكن يكفيني أنها اللغة الوحيدة التي اتمني تعلمها 
من تدوينة جسر الي الحياة 2013


حين نكون خارج دائرة الضغوط وبكامل هدوئنا لا تؤثر فينا مواقف الإحباط المتعددة، وقتها انتظر منا قرار صائبا ولو كان مؤلما
من تدوينة ضغوط الحياة 2010


ربما فى لحظة واحدة نرفض كل شىء فينا ويرفضا كل من حولنا وتتحول الايام إلى خريف دائم والكلمات سلسلة رائعة من التلفيق و الانفاس الى خناجر مسمومة النصلولا نستطيع البوح بما ينبض حتى نتحاشى نظرات الشفقة او الاتهامات بالجنون من الآخرين او فقدان الثقة فى أنفسنا او بسمات ماكرة شامته من المنافسين او وصلات كذب من المحبين
من تدوينة فلنحاول 2008


نريد أن نستخدم ضمائرنا، نحين نسمع، وحين نصمت، وحين نصغي، وحين نخاطب، وحين ندعو، فلا نخدع ولا نُخدع، ولا تتحول أمام أعيننا حدائق الحيوانات إلى جنة من العشاق، ولا تختلط علينا ملامح الملائكة والقردة
من تدوينه ضباب الحواس 2008


هناك لحظة دائما لا نلاحظها -إذا نبضت -حين نتقمص آخرين، فنتمنى أن نرتدي ثيابهم التي لا تناسبنا لأنهم أبهي، ونتكلم بمنطقهم الذي لا نجيده لأنهم أبلغ، ونري بأعينهم لأنهم أفطن، ونستعير لسانهم لأنهم أصدق وقد يبدو علينا البهاء والبلاغة والفطنة والصدق، ويرى ذلك كل من حولنا، ويبقى سر صغير داخلنا، نعرفه عن أنفسنا ويغيب على كل من حولنا، فنبدو عرايا في بحر من البلاهة وفضاء من الأكاذيب، لا تغطينا أبهي الثياب ولا نصدق ولو استعرنا ملايين الألسنة، ولن ننال احترام نستحقه إذا كنا لا نقتنع به داخلنا
من تدوينة لحظة احترام 2009


فلو خسرنا كل شيء لا نستحق خسارته، لا يبرر هذا خسران أنفسنا، فملابسنا لن تدارينا لو خسرنا أنفسنا ولو كانت باهظة الثمن فمن العار علينا ان نكون أرخص مما نرتدي
من تدوينة كل العار 2009


فالتعبير الصداق لا يتماشي من التجمل ولا يهادن الانحياز ولا يتأقلم مع تسميم الافكار بالغش والخديعة وبناء حقائق وهمية ، فكل هذه الاتجاهات تزول وتتشقق مع اول قراءة سريعة
 من تدوينة التأثير 2013


عندما تريد ان تكون ذو قيمة قرر انك كذلك فينعكس ذلك على تفكيرك وسلوكك وخطابك وعملك فتكون كما قررت ، أو قرر العكس فستحصل على ما كنت تريد
من تدوينة كن جميلا 2009


المثل العليا لا تجف ولا تدبل ، والقيم لا تنهار فقط تتعطل ، أو يصيبها بعض الخلل فلا تعمل بالشكل الذي نريد ، فلكل تجربة ناجحة أم فاشلة درس بليغ.. هذا الدرس قد لا نستوعبه في بادئ الأمر من فرط الفرح أو الحزن ، ولكننا في النهاية وبعد أن نهدأ ، نعيه جيدا
من تدوينة نقطة نور2009