الأربعاء، 22 يوليو 2009

القيمة الزائفة



مشكلة كبيرة عانيت منها كثيرا

ألح علي أمس احد الأصدقاء للخروج إلى احد المجمعات ( مراكز التسوق ) المفتتحة حديثا فى مدينة الكويت ، والتي يقام فيها معرض لمتحف أم كلثوم (معرض الهرم الرابع ) ، وكان المعرض غاية فى الروعة والجمال المكان مصمم بطريقة مبدعة من حيث اختيار ألوان الحوائط السوداء ، وضعت مقتنيات أم كلثوم فى فاترينات زجاجية ، بشكل غاية فى الدقة والابداع كان هذه المقتنيات درر لا مثيل لها ، ناهيك عن طرق عرض المقتنيات وشاشات العرض على الارضيات التي تشعرك بان فعلا فى قلب الحدث المعروض ، ومهما كانت قدرتي على الوصف لن استطيع ان اصف جمال التنسيق والالوان والاضاءة والعرض ، فقال رفيقي وعينيه بها لمعة استحسان لانه صاحب الفكرة التي جعلتني انبهر ، فقلت له نعم نظافة المكان ورقته ونظامه اعجبني ، فأم كلثوم قيمة كبيرة ، المعرض رائع ومبهر ، ويعطيني – كوني مصري – خيلاء وفخر وانا أمشي بين دهاليزه أما ميكروفون ام كلثوم وشنطتها وجزمتها وفستانها منديلها وجوربها وقفازها واوسمتها الذهبية بلا اي قيمة ، فأذا كان مجئينا هنا لنري أم كلثوم - الله يرحمها- سيكون ذلك نصرا كبيرا ، أم لأن نري شنطة وجزمة اثار السنوات نابضة عليهم ، فهذا يعني أن هناك مستثمر جيد يستغل اهتمامنا بالشخصية ليخلق اهتماما مزيفا بادواتها ليترجم هذا الاهتمام إلى تسويقا منقطع النظير للسوق التجاري مباشرة مع ابتسامة عريضة .



كيف لا يعجبني ما أجمع الناس على الاعجاب به ، ولماذا لا انجذب للشىء المدهش بدعوي عدم تأثيره الفعلي

منذ سنوات واثناء تجوالي فى معبد الكرنك وجميعنا يعرف القيمة التاريخية للمكان بكل عناصره وتفاصيله والوانه الباقية على مر الايام اللامنتهية ، والزوار من كل أنحاء الأرض والعروض ، وجدت نفسي معجب اعجابا شديدا بكل شىء ، لكن كان هناك سؤالا دفينا داخلي وان كنت اخفيته حتى عن نفسه ، ما قيمة كل ذلك ، غير المردود الاقتصادي لحركة السياحة ، ورواج السلع والمقتنيات ، الفخر الثقافي بالمكان ، عشرات الأسئلة الداخلية التي تبرهن عن عمد اقتناعي بشئء اقتنع به الجميع بلا استثناء ، مما يدل أن هناك مشكلة اعاني منها


هل حقا أن الاهتمام والفضول هو المفتاح السري للرضا عن الافعال حتى لو كانت غير مفيدة احيانا ، فعلي سبيل المثال إن من أهم مقتنياتي قلم باركر قديم يخص والدي رحمه الله ، هذا القلم الذى يمثل لى قيمة عظيمة ، ولا يكترث به كل العالم ، فهو بلا قيمة عند سواي رغم كونه قلم نادر ، فقيمته جاءت بقدر الاهتمام به وعدم اهتمام الاخرين به هو سبب عدم قيمته لديهم

هل هذا يرجع للميول الشخصية لكل منا ، والاتجاهات الايدلوجية أو النفسية لكل كائن ، أو الهوايات أو الاولويات
أم ان الامر لا يتعدي التفضيل ، او التمني ، أو عدم المبالاة ، ام الوجاهة الاجتماعية ومحاولة الشهرة بالشىء الشهير

استطيع ان اتقبل نظرتي هذه أذا كانت بالفعل قيمة الاشياء زائفة ، أو انها ترجع للرؤية الشخصية المتابينة بين الافراد ، ولكن عندما يجمع الجميع على شىء قيم ولا اشعر بقيمته ، وقتها تكون مشكلة

فكرت فى كل هذا وانا اتجول فى السوق التجاري وصديقي ونشتري اشياء بلا قيمة لمجرد الشراء ، وصديقي يقول أنا مبسوط أني شفت الميكروفون الذى كانت ام كلثوم تغني به وبينها وبينه مثر ، فقلت له ، كنت افضل أن اسمع اغنية غنتها باي ميكروفون عن رويته .

سعدت جدا جدا جدا بالمعرض


وحزنت من نفسي

الاثنين، 20 يوليو 2009

الأفتتاح الرسمي

اعشق الصور والتصوير
فشلت كثيرا فى أنشاء مدونة تعبر عن هذا العشق
والان ابدأ من جديد
تم افتتاح مدونة الصور الفوتوغرافية

السبت، 18 يوليو 2009

رأي

منذ سبع سنوات ، اضطررت لشراء وقراءة كل المجلدات المكونة لكتاب ( من العقيدة إلي الثورة) للجهبذ الفقيه الأول – كما يطلق على نفسه ، استاذ الفلسفة الإسلامية الدكتور حسن حنفي ، وكم كان هذا مرهقا ومتعبا ، وكل هذا الإرهاق والتعب ، لأكون لنفسي رأيا موضوعيا عن الرجل بغض النظر عن عشرات المقالات التي قرأتها عنه وبالفعل كونت رأي خاص بعيدا اي تأثير فكري أخر ، واحتفظت بالرأي لنفسي

هذه الكتب انوي حرقها عند أول إجازة لى فى مصر ، فاحتفاظي بها لم يكن خيارا صحيحا ، كما أنها لا تعطي لمكتبتي أى قيمة غير نظرات مرتابة لمن يعرف لمن يعرف من يكون الرجل
وعليه العوض


جائزة الدولة التقديرية من حق أى مواطن ايا كان ديانته أو اتجاهه الفكري ، ولكن عندما يتحول الفكر إلى معاول هدم فى الدين والقيم بدعوي الحرية والتنوير ويتحول المعترض إلى متخلف رجعي
ويصبح التشكيك فى العقائد والتقليل من الدين هو الباب السحري للجوائز ، وأصبحت جائزة مصر التقديرية موقوفة الأكثر عداءا للأديان فاني أضم صوتي لصوت المعترضين على منح الجائزة للفقيه الاول كما يحلو له أن يسمي نفسه

وكذلك اعترض على تسمية من ينتقد اعتراض الأزهر بالحقوقيين المثقفين ، فأنسحب لفظ المثقف والحقوقي على الليبرالي ، بأقى الناس بياعين طماطم

انا ليس لى أي اتجاه فكرى لا يساري ولا اخواني ولا ليبرالي ولا سلفي ، ولا أي شىء ، ولكن هذا رائي الذى اعتز به

ألا يوجد معيار اخر للجوائز غير مهاجمة الاديان

لنصفق لمن يفوز بها ولو كان شارون


الأربعاء، 8 يوليو 2009

ركز معايا


جميعنا – بلا استثناء – تمر عليه لحظات سرحان أو عدم تدقيق أو شرود ذهن ، او تغييب أو ما تشاء تسميه من المسميات التي نجد أنفسنا معها ارتكبنا هفوة ما كان يجب أن تحدث ، خاصة أن لحظات عدم التركيز – كما أحب إن أسميها أنا – ليس لها علاقة مطلقا بمستوي الذكاء ، ولا تمت من قريب أو بعيد بما يتوهم البعض وجوده وهو مصطلح ذاكرة ضعيفة أو ذاكرة قوية ، ولكنها تعني معناها فقط تركيز والأمر لا يتعدي الاهتمام الكافي بالشيء وعلى حسب اهتمامنا تتدرج مستويات الرؤية إلى الملاحظة إلى الانتباه إلى التركيز إلى التذكر ، وكل هذا يعني افضل تدريبا للذاكرة ، لان مصطلح ذاكرة مدربة ذاكرة غير مدربة هو المحك الرئيسي لدرجة تذكرنا

شوية تركيز

ربما يوجد من لم يقتنع بما سبق ، لأن - اللماضة – تقترن بنا أحيانا ، والذي يشك فيه يحاول الإجابة على تساؤل أحدهم عن الضوء الأخضر فى إشارة المرور التي نمر عليها مرات منذ سنوات هل هو أعلى الإشارة ، أم فى الأسفل طالما ان الوسط دائما محجوز للضوء الأصفر ، سيجيب بلا تردد الضوء الأخضر فى الأسفل ، وقد يشك أنه في الاعلي والضوء الأحمر فى الأسفل ، ( حقا اين يقع ؟ ) وفى لحظة سنجد أنفسنا مترددين معه ، الضوء الأخضر لأعلي أم لأسفل ، هذا معناه ان اهتمامنا بإشارة المرور لا يتعدي مراقبتها حين ننتظر يُفتح الطريق ، فننتظر اللون الأخضر ولا نهتم أين يقع ، فما نفعله مجرد رؤية فقط ، ولقد رأيت بالأمس عشرات الأفراد والأشياء لا اذكر منهم شيء بالمرة إلا زميلي فى العمل الذى دخل دائرة اهتمامي (بإجباري على عزومته على الغذاء ) فما زلت أتذكر المبلغ الذى كلفني اياه واخطط للثأر منه ، لان رؤيتي لصديقي دخلت حيز اهتمامي ، وهي دي الرؤية

ياريت نركز

ولان اللماضة فينا طبع ، قد يخرج أحدكم ويقول بملء صوته أنه على يقين من ان ضوء الإشارة الأخضر فى الأسفل – عايز يحرجني - وان كان واحد ممن يقرؤون الآن يشعر بهذا الشعور سأطلب منه حالا لو كان يتذكر – دن ان ينظر – ساعة يده التي يخنق بها معصمه ربما منذ سنوات هل علامة الإشارة إلى الساعة السادسة يوجد عندها رقم 6 ، أم يوجد رقم ستة باللغة الرومانية (vi) ، أم يوجد أي علامة بعينها ، وأرجو منه التفكير جيدا قبل النظر فى الساعة .......... لا تتعجل تأكد جيدا قبل الجواب الأخير ......... انظر الآن فى الساعة التي فى يدك ، فإن كنت عجزت عن معرفة العلامة التي تشير إلى الساعة السادسة فان زاكرتك غير مدربة بالمرة وان كان تخمينك صحيحا لا تظهر لى نواجذك من الغبطة والسرور ورائحة الانتصار فى عينيك ، فهذا لم يكن سؤالي ، لأني على يقين أن حضرتك ستصدم وتصعق عندما تفشل فى إجابتي عندما أسألك كم الساعة على وجه الدقة مع انك سيادتك كنت من ثواني تحدق فى الساعة ، وبالطبع لن تستطيع الإجابة لأن حضرتك نظرت فى الساعة لملاحظة كيف يكون الرقم (6) ولم تلاحظ مكان العقارب فلقد رأيت ولاحظت وفشلت فى الانتباه لكل الملاحظات الممكنة ، وهذا لا يعني عيب فيك أبدا ، ولكن بكل تأكيد العيب في ساعة حضرتك - هي اللى غلطانة – ودي بأة تبقي الملاحظة

ابوس ايدك ركز

وبالتأكيد لأن اللماضة داء فينا طبع ، قد يخرج علينا من يهتف ، بأنه لم تدخل عليه الخدعة وأنه – مركز عالاخر – ولاحظ عقارب الساعة بالساعة والدقيقة والثانية كمان ، وقتها سأقر بهزيمتي أمامه لأنه عبقري ، ويجب أن نتعلم منه جميعنا كيف أنه يركز فى التفاصيل الدقيقة التي نغفلها عادة ، لان ملاحظة هذه التفاصيل الدقيقة هي الفيصل بيننا وبين النجاح التام ، سأطلب منه الإجابة على سؤالي القادم إذا اعتبرنا – تجاوزا – انك تقود أتوبيس رقم (41) بين المطرية – محل ميلادي وسكني – وميدان العتبة وراكب فى الباص (20) شخص ، على اعتبار ان كل الناس فى رفاهية وتستخدم التاكسي ، - أنصحك بعدم الاهتمام الأرقام - وفى محطة السواح نزل خمس ركاب وصعد عشر أشخاص ، وفى ميدان حدائق القبة نزل عشر أشخاص وركب خمسة ، وفى محطة ميدان العباسية نزل شخص وركب احدي عشر شخص ، وفى محطة عبده باشا نزل ثلاث أفراد ، وصعد ثمانية ، وفى محطة احمد سعيد نزل شخصين وصعد سبعة أشخاص ، فى محطة الظاهر نزل ستة أفراد وركب فرد واحد وفي محطة ميدان الجيش لم ينزل احد وركب خمس أشخاص ، وعندما وصل السائق إلى اعلي منطقة كثافة سكانية فى مصر وهي محطة باب الشعرية لم ينزل من الأتوبيس احد ولم يصعد إليه أحد ، - على اعتبار ان سكان الحي كله فى المصيف وعندما يصل السائق إلي ميدان العتبة اسمح لى أسألك كم محطة توقف فيها الأتوبيس ؟ السؤال الذى لا اظن انه خطر على بالك من كثر تركيزك فى عمليات الجمع والطرح – رغم توجيهك بعم التركيز فيها لكن لزوم اللماضة ركزت فى جزء ولم تتوقع احتمالات أخرى
اظن يجب على من اعتقد انه ( لمض ) منكم ان يعترف أن الصواب جانبه عندما رأي ، ولاحظ ، وانتبه ، ولكن لم يركز في كل جزئيات الحديث ، فجعل كل تركيزه في جانب واحد ولم ينتبه إلى الجزئيات والجوانب الاخري ، رغم التنبيه عليه وإرشاده ، ولن نسمح له بان يتحجج بأنه يملك سيارة خاصة وغير مطالب بمعرفة خط سير الأتوبيس ، ولا يستخدمه ، لأنه يكره الكمسرى ، لاني لم أطلب منه معرفة أسماء المحطات بل طلبت عددهم ، و هو ده بأة الانتباه

هل تعتقدوا أن مثل هذا الشخص قد يتجرأ ويقول – لأني اسأل خلف شاشة الكمبيوتر – عدد المحطات تسعة ، والله ممكن يقولها ، ما هي اللماضة فى الدم ، وقتها سأطلب منه معرفة اسم السائق ، والذى سيقسم لى أني لم اذكر أسامي فى حديثي ، فلن أقول له اسأل الكمسرى ، بل سأطلب إعادة قراءة عبارة (إذا اعتبرنا – تجاوزا – انك تقود أتوبيس رقم (41)) ليعرف انه اسم السائق هو اسمه ، حتى لو صرخ وقال أنا لا اعرف القيادة – مثلي – لأني قلت تجاوزا ، هو ده بأة التركيز


ولان العقل والمنطق لا ينفيان ابدا وجود شخص بكل هذا التركيز ، ولا يعاني من أي درجة من درجات الشرود ، وفى قمة الانتباه واللياقة النفسية ، والذهنية ، ولديه قدرة فائقة على استخدام 50% من خلايا العقل التي فشل إنيشتين من استخدام أكثر من 3% منها ، ولأني من اشد المعترفين بنظرية الاحتمالات ، واعشق البحث فى الاحتمالات المستحيلة ، سأصدق من يقف الآن ويقول أنه رأي ولاحظ مكان ضوء الإشارة ، وفطن لعقارب الساعة ، وعرف عدد المحطات – مش بس كدة – وكمان لاحظ نمرة حذاء كل راكب دون ان نطلب ذلك ، ولأنه الأوحد الوحيد الألمعي الجهبذ ، عرف اسم السائق ، لون الأتوبيس ، ورقم اللوحة ، ومحل ميلاد العسكري اللى كان واقف فى الإشارة الخضراء – ممكن يكون بلدياته - وبعد طلوع عيني فى كتابة هذا المقال ، بح صوتي فى ضرورة الرؤية بملاحظة جيدة والملاحظة بانتباه الانتباه بتركيز لكل الجزئيات وانتباه تام لما يكتب ويقال وتركيز في كل ما يمكن استنباطه سأطلب منه معرفة اتجاه سير الباص فى الصورة الملحقة بالموضوع ، هل يسير إلى اليمين أم إلى اليسار ، ولا يقول أن اتجاه سيره إلى ميدان العتبة لأن ده بأة الاستعباط

الأحد، 5 يوليو 2009

القيمة الحقيقية




يحكى أن قرية كانت لها شهرة واسعة فى إنتاج العسل ، وفى أحد الأيام قدم إلى القرية ضيف كبير ، وكان أكبر تكريم للضيف من قبل ملك القرية هو اهداءه دن كبير من العسل ، فأمر ان يخرج كل فرد فى القرية من منزله قدر فنجان من العسل ويضعه فى الدن ، وكان هناك شخصا ذو دهاء من أهل القرية ، آثر فنجان العسل وقال سأضع الماء فى الفنجان بديلا عن العسل ، ماذا سيفعل فنجانا صغير أمام برميلا كبيرا ، فليس لفنجان الماء تأثير على برميل العسل ، وبالفعل نفذ هذا الشخص حيلته ، ووضع فنجانا من الماء فى البرميل الممتلئ ، وعندما تم اهداء الدن للضيف الكبير وفتحه وجد البرميل ممتلئ حتى آخره بالماء ، ولا يحتوي على نقطة عسل واحدة .

هكذا افعالنا ، وآراءنا ، وكلماتنا

ان القرار الجماعي الصحيح ما هو إلا مجموع قرراتنا الفردية ، واذا شك احد منا فى قيمة قراره ، وعدم تأثيره على المجموع ، ستكون النتيجة فى غير صالح الجميع

من يحجم على ممارسة حقه الأنتخابي – على سبيل المثال – بدعوى أن رأيه لن يغير ، وفعل هذا آخرون


فبالفعل لن يتغير شىء

يجب أن نتعلم ان لكلمتنا قيمة مهما كانت مطموسة ، ولصوتنا قيمة مهما كان ضعيفا ، ولفعلنا قيمة مهما كان مقيدا ، واذا لم نعطي لأنفسنا القيمة التي نستحقها ، لن يعطينا أياها أحد ، بل ربما يستغل موقفنا هذا ليعمل على زيادة الفجوة بين قدراتنا وجهلنا بها