السبت، 9 أكتوبر 2010

الناس دي طيبة


منذ سنوات طويلة جدا وانا اتابع القمم العربية المتتابعة قمة وراء اخري بشغف كبير وتركيز اكبر لا يفوقهما إلا شغفي وتركيز للافلام الابيض والاسود الكوميدية

وسر متابعتي الدؤوبة ان هولاء الناس ليس في مخيلة واحد منهم ذرة انتماء للمجموع ، إلا وكان اجتماعا كهذا اهتز له العالم


لا جديد رأيته إلا التنوع في التقويم الذي ظهر في التاريخ الذي كان خلفيه بديعة للقمة فكتبت السنة بالشهور الميلادية والهجرية والسريانية والمسيحية

وجديد - مستخرعات - الزعيم الليبي التقويم الجديد بعد وفاة الرسول


فلقاؤهم افضل بكثير من عدم اللقاء على الاقل سيكررون جدول اعمال كل عام

شرب الشاي والسؤال عن الصحة ، و تبادل التهاني بين اصحاب الفخامة والمعالي والسمو
مفردات جميلة
اخشي ما اخشاه يوما ان يصدق قادتنا ان لهم او لنا تأثيرا يذكر واخشي اكثر ان ينسوا أنهم بشر


مقال سابق يتعلق بالموضوع بعنوان افشل الاشياء

http://7aweltftkrni.blogspot.com/2009/04/blog-post.html

السبت، 2 أكتوبر 2010

الوراثة والتوريث



هل هناك فرقا حقيقيا بين الوراثة والتوريث ؟ ، سؤلا لا تحتاج إجابته المنطقية الإيجابية أي وقت أو مهارة في الاختيار الصحيح بأن هناك فرقا شاسعا بين المصطلحين في المعني والمدلول ، فالوراثة – على حد علمي – انتقالا للجينات الوراثية من جيل لأخر بنفس الصفات رغم التنوع والاختلاف بشكل آلي ، لا أرادي ، والتوريث أنتقال معطيات نسق اجتماعي لما بعده من أنساق .

ربما لن يوافقني أحد إن قلت أن هذ الواقع – الحقيقي – وهذه المسلمة البديهية لا يمكن تصديقها في المطلق ، لاننا على أرض الواقع تعاطينا مع العكس تماما تعاطي قلب هذه الحقائق رأس على عقب ، فصدقنا وآمنا وأشدنا بالنماذج المورثة وألبسناها ثوب الوراثة ، بغض النظر عن كونها تفردية أو مكتسبة ولم نتعدي المعني المقروء للكلمة

ففي الماضي كان الماهر في شىء ما ، يأخذ شهرته كونه هو الماهر في هذا الشيء وليس احد أخر ، والآن من يأخذ شهرة في شىء ما يجب ان يكون أنجاله في نفس المهارة ونفس الشهرة ولو لم يكونوا كذلك ابدا

واذا كان يجب ان أسوق أمثلة فالأمثلة بالفعل كثيرة ومتعددة ففي المجال الفني وحده عشرات الفنانين – تجاوزا كونهم فنانين – ورثوا تلك المهارة المزعومة من آبائهم ، وأصبحوا مفروضين علينا لمجرد ان آبائهم فروضوا علينا من قبل

وفي الرياضة نجد ان رأس الحربة الحريف ينجب رأس حربة له نفس الوصف ولو اسما فالقناص لا ينجب إلا قناص ، وهل انجب الثعلب شىء إلا الهجرس
، حتى حارس المرمي يورث حراسة المرمي لأنجاله ، فكما كان هو بارعا في هذا المركز يجب ان يكون له امتداد فلا يصح ان يصبح ولده ليبرو او سنتر فروود كأن حراسة المرمي جين وراثي لا صفة مكتسبة ، والأغرب من هذا وذاك ان حكم الساحة ينجب حكم ساحة وربما ارتدي نفس الزي وأمسك صفارة والده إمعانا في الامتداد الرائع
وبنظرة لا تحتاج إلى أي جهد نكتشف اللعبة ، بأن يصبح المورث وراثي ، فالطبيب في العادة أبناؤه أطباء ، المستشار أبنه مستشارا ، والضابط كل عائلته ضباطا ، واستاذ الجامعة يجب ان يكون أبنه اول الدفعة حتى لو كان أخرها ، ليكون مثل أبيه معيدا فمدرسا فأستاذا ، حتي أن بياع البليلة في شارعنا أخذ شهرة والده دون أن يورث مهارته في صنع البليلة

أننا أعتدنا كشعب – دون أن نلحظ – ان نتعايش مع فكرة التوريث ونقبلها مع مرور الوقت ولو رغما عنا ، فسطحيتنا تطمع من يشاء أن يفعل ما يريد فنرضخ دون ان ننعم ولو لمرة واحدة بجمال التنوع والإبداع الباطن في الفرق الكبير بين هذين المصطلحين ، ونحمد الله تعالي أننا نؤمن به إيمانا تاما ، لا يغادر غير ذلك ، ويقينا سيبقي ابدا يقين ، بأنه تعالي أله واحد لا شريك له ، أنه تعالي لم يلد ولم يولد ، وإلا كنا ضحايا لسطحيتنا

عن نفسي لم اعترف في يوم من الأيام بمهارة أي ممثل واعتبرهم وأنجالهم عارا كبيرا ، وأني غير مقتنع تماما بالحكم الدولي السابق محمود عثمان وانسحب ذلك بالتبعية على ولده الحكم الدولي ، ولا احب أن يحرس شريف أكرامي مرمي النادي المفضل لي كما كان والده ، ومن حسن الحسن أن احمد السنباطي لم يأخذ من موهبة والده إلا أسمه ، لأني ببساطة شديدة أكره التوريث بهذه الطريقة

الأربعاء، 16 يونيو 2010

موضوع يتكرر

بعد ساعات سأكون في الحالة التي أحب أن اكون فيها دوما ، مزيج فريد من الشوق والحب والانتماء والحياة ، عندما تلمس روحي الوطن داخلي وانا على أرضه

سأحاول أن اكسر الروتين بأن لا اهجر الكمبيوتر في هذه الفترة وسأحاول أن اوفق بين مقدراتي

فلدي الكثير مما أحب قوله هنا

تحياتي

الاثنين، 14 يونيو 2010

كلها فتوات

بداية ، كتبت بكل عفوية واعتذر عن الأسلوب

غريب مجتمعنا جدا في الفعل وفي رد الفعل ، فأنه يجمع كل المتناقضات اللا منطقية ، تماما عكس ما قاله ارسطو وراهن عليه من استحالة ان يعيش الانسان الموقف ونقيده في آن واحد .

اشعر ان المجتمع اصبح غاية في الضعف ، وافراده عديمي الثقة في انفسهم كل فرد خائف لا يشعر بالامان ابدا ، فيلتمس الامان بالتعالي والاستقواء بالسلطة

هيا نحلل المواقف الآنية بهدوء وروية ، ربما خرجنا بشيء يسر الخاطر

المحامي ووكيل النيابة ، الوضع الطبيعي ان يجمعهما التعاون ، لكن لان كل منهما يلتمس امانه بالاستقواء على الاخرين ، اصبح هناك صراع للنهاية ، النيابي في وظيفته والمحامي في التفاف اقرانه

أي كانت القصة ، او حقيقة المشاجرة ، أو كان الحدث تطاول أو الاهانة أو الضرب – أي كانت الحقيقة – مع شخص ذو سلطة ، كان رد الفعل غير متوقع ، حكم بالسجن خمس سنوات في يومين ، وهناك ملايين القضايا تستمر سنوات ، وهناك عشرات بل مئات المجرمين ذوو السيجار الكوبي الفاخر أحرار رغم جرائمهم الواضحة ،و العجب أن كله بالقانون .
يعني البية وكيل النيابة انضرب ، طيب ما فيه الآلاف يحدث لهم نفس الفعل ، بخلاف سيل من الاهانات واهدار الكرامة ، فى مراكز الشرطة وعلى كل المستويات والاصعدة ، ويجدوا دائما من يدافع عنهم لا من يحكم عليهم بالسجن ، فدائما يكون الضحية (لامؤخذة بأة ) هو اللي ابن كلب ، حين يكون الحكم تبعا للهوى والانتصار للذات ، في غياب القانون ، وكله بالقانون

عندما يختلف الحكم لصالح وكيل نيابة واي شخص اخر في المجتمع تبقي عين العنصرية

وليت الأمر يتوقف علي ذلك ، وعملا بالمثل ( مش كل الطير يتأكل لحمه ) هب المحامين ، على قلب رجل واحد لدرء الظلم ، عن فرد منهم ، في معركة تكسير عظام مع القضاء ، لان الرؤؤس متساوية ، والشاطر اللى يركب الاول

اتمني لو كانوا وقفوا نفس الوقفة ، لملايين المظالم ، وملايين الاهانات ، ولجيوش الاستغلال البرجوازي للبروليتاريا المطحونة
ثورة المحامين من اجل المحامين فقط ، لا تشرفهم ، كما أن الحكم على المحامي خمس سنوات من أجل الانتقام للسلطة لا يشرف القضاء ، ويهز الثقة فيه
فالثقة في القضاء ليس بالكلمات ، ولكن بمدي شعور الشعب أنه يأتي بالعدل ولو كان العدل بطيئا ، والثقة في المجموعات المهنية القوية لا تأتي بالانتصار لانفسهم بل الانتصار للمجتمع ككل

هل المشكلة كرامة المحامي ؟ اقول لهؤلاء أن المحامي في النصف الأول من القرن العشرين كان ثوريا حقوقيا زعيما ، وكانت كلية الحقوق حلم لا يستطيع الكثيرون تحقيقه ، ولا مجال هنا كي اعدد شخصيات بعينها بل ان المقارنات واضحة ولنقرأ التاريخ المشرف للثوريين المصريين

نريد ان يصمت الجميع فقد فقدنا الثقة في الجميع ، وان يتكلم القانون فقط ، ان كان هناك قانون ، وعندما يحكم ، يحكم على الجميع دون أي استثناءات

ودون ان اخرج عن موضوعي الاساسي ، ودون ان اخوض في تفاصيل تناولها الجميع بخصوص الشاب الصريع في الإسكندرية ، لن اجد دليلا عبقريا على كلامي ، اكثر من بيان وزارة الداخلية ( فتوة الحتة ) من تقرير الطب الشرعي اثبت ان سبب الوفاة هو الخنق ، يعني الراجل مات فطيس وطلع هو اللى غلطان ، مش عارف يعيش فخنق نفسه ، قتلوه وبيشوهوا صورته ، مع الشرطة المصرية في اقبح صورة ، والدليل لن ينساه عاقل عندما ارادوا فض اعتصام للسوادنيين في شارع جامعة الدول العربية فمات اثنان وعشرين واحد ، اسرائيل قتلت تسع افراد في عملية ابرار جوي على اسطول مدني ، بحسبة منطقية ، الشرطة عندنا اشرس من اليهود .

( حتى الطب الشرعي فقدنا الثقة فيه ، يعني المحامي والقاضي والطبيب والاعلامي وفتوة الحتة ، فاضل ايه تاني )

الشاب مات لوحده ، صبيان الفتوة حاولو ينقذوه بس هو رفض ، والتقرير موجود وبيثبت ان القتيل غلطان من ساسه لراسه ، لانه مش قاضي ولا وكيل نيابه القانون بتاعه ، والوقت كمان ، ولا هو محامي له نقابة هدور على حقه ، ولا هو رأسمالي عنده ملايين هتنقذه من حبل المشنقة ، هو غلطان ، لانه انسان عادي بس للاسف عاش في زمن غير عادي .

المفترض أن يكون القانون هو بؤرة الامان الاولي والاخيرة لنا جميعا ، فلا نخاف من سلطة ، ولا من ممثل لهذه السلطة ، فكلنا سواسية ، فوكيل النيابة ليس افضل مني ، والمحامين – كنقابة – ليسوا افضل من الباعة الجائلين وسائقي المكيروباصات الذين يدفعون جمركا يوميا كرها وطواعية لممثلي السلطة سواء في شكل مخالفات او في شكل اتاوات

لما القاضي ميتناقش ، والمحامي ميسجنش ، والفتوة ميتكذبش ، والصحفي مايسائلش ، والشرطة ما تتحاكمش والغني ميتشنقش ، واللي له عزوة ميتغلبش ، كلها بقت ابطال ، لازم يكون فيه غلابة كومبارس يتعمل فيهم كل ده ، على رأي توفيق الذقن
( اما كلها فتوات ، اومال مين اللى هينضرب )

هل خرج احد منكم بشي من هذا الحديث ، عرفتوا احنا ليه دائما ورا ، في الاخر دائما مع أننا اشرف شعب ، لان فيه ناس مش عايزانا نعيش ، اللى عايز يعيش لازم يقدر يجيب حقه


اشعر اننا في غابة ولا حياة فيها إلا لمن كان أسد ، لا أمان في بلد اقترنت في القرآن الكريم بالامان ، صدق الله العظيم ، وليسقط كل فاسد

الجمعة، 11 يونيو 2010

عناق المشانق


الأحداث كثيرة متلاحقة غريبة ، اسرع من محاولاتنا لادراكها أو فهمها وتفسيرها
حاولت كثيرا تخيل لحظة ما ، حين يقرر شخص ما الانتحار ، كيف يصل شخص ما إلى هذا القرار ، بل كيف ينفذه ، ما هذه الدرجة من اليأس والأحباط التي تولد من رحمها فكرة ملعونة بكل المقاييس

ماذا يريد ان يقول ، ممن ينتقم ، وفي سبيل ماذا ولأجل مّن

مئات الأسئلة المنطقية لسلوك خارج حدود الطبيعي ، محرم مجرم ملعون

أننا فقدنا القدرة على التعبير ، كرها أو طواعية ، داخل البيوت ، وخارجها ، في المدارس والجامعات ، حتي المقاهي ، الخوف هو القاسم المشترك لبتر الألسنة ، وعندما تبتر الألسنة تكون الأرض خصبة لإنبات المشانق

يوم نكون في مأمن حين نتكلم ونعبر ، ونصل لحد مرضي من الحياة الكريمة القائمة على احترامنا للغير واحترام الغير لنا ، وحين لا نضطر إلى مزيد من التكالب على صغائر معطيات الحياة ، لن يفكر احد ما ولو كان غير كامل الأهلية بتعليق مشنقة لحصد روح لا يملكها

قليل من الأمان والحياة وعدم اليأس من رحمة الله

الثلاثاء، 1 يونيو 2010

ضغوط الحياة

نحن بلا استثناء نتعرض لمجموعة كبيرة من ضغوط الحياة بقدر متساوٍ تقريبا – رغم اختلاف تلك الضغوط

أن المواقف المحبطة والصعبة والمقلقة والضاغطة وغيرها من ألوان الاستجابات السيئة الموجهة إلينا ، والتي غالبا ما يصاحبها سلبية شديدة منا تجاه أفكار ما ، او سلوكيات ما ، أو حتي تجاه أنفسنا

تري هل انفعالاتنا تجاه تلك المواقف الضاغطة سليمة ، في صالحنا ؟ تري القرارات المصاحبة لها قرارات صائبة لنا ؟

ان مقتنع تماما أن النظرة السلبية للأشياء – خاصة الذات – لا تنتج إلا المزيد من منها وتوهم الفشل يزكيه وينميه ، والاستسلام للضغوط يسرع بالخطى نحو النهاية الحتمية من الانهيار عند التعرض لأدني ضغط
والعجيب ان عكس كل ذلك صحيحا ، فالنظرة الايجابية تأتي بالايجابية ذاتها ولو كانت النظرة واهمة ، والتأكد من النجاح يأتي بالنجاح وكلما تحملنا صعاب زادت قدرتنا على تحمل أضعافها

فلنحاول دائما أن لا نعطي الأمور أكثر مما تستحق ، والأفضل أن نعطيها اقل مما تستحق ، او لا نعطيها أي قدر من الأهمية ربما نجحنا في التغلب على التأثير المؤلم لتلك المواقف فلا تثر على قراراتنا

وما زلت مقتنعا أن الإنسان ما هو إلا قرار يتخذه وتتوقف سعادته او ألمه على مدي صحة أو خطأ قراره بغض النظر عن كون قرره مؤلم ام مبهج

فليس كل قرار مؤلم سيء ، وليس كل قرار مبهج جيد

حين نكون خارج دائرة الضغوط وبكامل هدوئنا لا تؤثر فينا مواقف الإحباط المتعددة ، وقتها انتظر منا قرار صائبا ولو كان مؤلما

الجمعة، 28 مايو 2010

نسافر في السفر



ليس غريبا أبدا ، أن نفعل شيء ، ما كنا نتخيل فعله يوما ما ، فنضحك دون سبب واضح يدعو لذلك ، أو نبكي وسط أمواج من الحزن تعصف بنا ، أو نقبل للحياة وهي تدبر منا ، ونكتئب وكل ذرة فيا تدعونا للحياة

فنحن – أحيانا – نفعل ما لا نستطيع تفسيره

ليس غريبا أن آتي إلي مدونتي اليوم فأراها مظلمة ، والرياح تصرصر خارجها وتضرب الجدران يمنة ويسرة ، وأصوات النوافذ والأبواب تضارب ، وخريف يعصف بأوراق الشجر حولها ، وقبس من نيران يشب في شجيرات يابسة ، لم ترتوي منذ دهر ، والنار تأكل الخشب ، والخشب يتحول إلى قطع من سواد ، والسواد يصبغ المكان برغم أن انتشالها لا يتطلب إلا تحفيز السكون

فنحن - أحيانا – بعض سكوننا عجز عن الحركة

الناس يفضلون الأكذوبة الجميلة عن الحقيقة الكئيبة ، وبعضهم يحبون الأكاذيب في المطلق رغم اكتشافهم لحقيقتها ، هروبا من الحقائق ، وبعضهم يفضلون الكآبة لو كانت غير حقيقية

فنحن – أحيانا – لا نعرف منتهي كآبتنا

والأعجب اننا برغم أي شىء يحدث ، وكل شىء قد يحدث ، نستمر ، لان رغبتنا في الحركة تبقي نابضة ولو ملئنا السكون ورحلنا ضد الرحيل وسافرنا في السفر

فنحن – دائما – نبدأ في كل مرة نظن أننا سننتهي


السبت، 13 فبراير 2010

الصدارة

منذ ساعات كان اللقاء الدوري الاسبوعي لمجموعة من زملاء العمل للعشاء المجمع فى احد المطاعم السكندرية هنا في الكويت ، ودار حديثا طويلا بينهم وقت انتظار الطعام ، نتيجة لسؤال احدهم عن أشد الاعاقات واكثرها تأثيرا على الفرد فقال احدهم الشلل الدماغي ، وقال أخر الاعاقة السمعية ، وثالث البصرية ، واخير قال التوحد ، وراح كلا من الحضور يدلو بدلوه ويبرز أسباب اختياره وجدتني امسك جريدة على الطاولة جذبتني صورة فيها لطائرة عملاقة تمثل سبقا صناعيا عملاقا كونها مسجلة فى موسوعة جينز للارقام القياسية ، وكان ضمن الريبورتاج مجموعة اخري من المخترعات المسجلة فى الموسوعة ، دبابة ، سيارة ، قطار اسرع من الصوت ، حتى ان هناك دبابة اسرائيلية ذكية تصطاد الافراد من خلف المتاريس وكذلك شمل المقال الارقام المسجلة بأسم العرب اكبر صينية كنافة نابلسية فى العالم فى فلسطين ، اكبر جدر كبسة لحم فى العالم ، فى الخليج ، أكبر صحن تبولة فى العالم في لبنان شعرت بالفارق الكبير فى المقارنة بيننا والغرب ، تري فشلنا في انتزاع الصدارة في ما يفيد ، فحاولنا سرقتها فيما لا يفيد ، لماذا لا نعترف بعجزنا على ان نكون فى الصدارة ربما كان الاعتراف هو الخطوة الاولي في الطريق إليها ، تري هل لم نخجل فى التصريح بهذا السبق ، هل تعجز امريكا مثلا فى صناعة هوت دوج أكبر من برج القاهرة ، او تفشل فى عمل هامبورجر بحجم ميدان التحرير ، تري كيف ينظروا لقدر كبسة يحتوي على خمسة أطنان من الارز وعجلين تلاتة من اللحم ، او دعوني اقول كيف ينظر إليه من صنعة حين لا يجدوا من يأكله فعلا المقال اخذ كل ذرة من كياني ، وكأني اجلس وحدي تماما رغم اني اسمع نقاش الزملاء ، حتى وجه لى احدهم نفس السؤال ايه اشد الاعاقات تأثيرا على تقدم الفرد ، فأجبت بكل صدق اشد اعاقة هي الاستهبال وكانت احلي نكتة سمعوها منذ زمن ، دون ان يدركوا منتهاها وعم الضحك فعلا ، شر البلية ما يضحك

الخميس، 4 فبراير 2010

شيش يك


من شهور سألت أحد اقرب الناس إلى سؤالا أخيرا مباشرا وطلبت إلا يجيب إجابة فلسفية كعادته ، إيهما أفضل أن يفوز الشخص بجزء ضيئل جدا من شىء ما أم يخسر هذا الشئ للأبد
وليته أجاب إجابة فلسفية بل جاءت إجابته – التي اعتبرتها خاطئة – مباشرة ، عادية بأن كسب شىء خير من خسارة كل شىء ، وأردف ، وأنا شخصيا لم أخسر من قبل

إجابة خاطئة لسؤال أخير

من منا لم يخسر ، ومن منا لم يحول الخسارة مكسب ، والمكسب خسارة ، من منا لم ينهض من جديد مع كل كبوة ظن أنها الاخيرة ، وكبا من قمة خيل له أنها الفريدة

فعلى مدار سنوات قليلة ، كسبت أموالا ، وخسرتها ، وكسبتها ثانية وخسرتها مرة أخري ، وما زلت فى هذه الديناميكية المحببة ، وكسبت اشخاصا ، خسرت آخرون ، وكسبت أنماطا سلوكية ، وغابت عني أنماط أخري ، كل هذا ومازلت موجودا ، متفاعلا بين مئات المتناقضات ويكفيني اني على الاقل أشعر بما أخسره واشعر بما اكسبه ، واعتبر هذا قمة مكاسبي ومنتهي المكسب ان اشعر بنفسي

ربما نخسر شىء نكسب به أنفسنا ، وربما نكسب أشياء نخسر معها انفسنا ، ربما نخسر شىء لا نستحق خسارته ونندم ، ونخسر اشياء لا تستحقنا ونندم ايضا

يجب ان نعترف أننا معرضون للخسارة حتي لا نفقد كل شىء

ففقدان انفسنا خسارة لا يعوضها اي مكسب

الثلاثاء، 2 فبراير 2010

لكي حبي وفؤادي




مثل الملايين فرحت بأنتصارات المنتخب فى كرة القدم ، ومثلهم ايضا أثرت علي الرسائل الإعلامية الموجهة بعناية فائقة فى استحضار أقصي حالات الانتماء والحب وهذه كله شىء جيد ، ولكن المبالغة ارهقتني فوجدتني أرفض رفضا قاطعا هذا التغييب وهذه السطحية ، فكيف نمكن ان نختزل سعادة أمة بأثرها فى فرحة انتصار فى مباراة للكرة ، وكيف نختصر آناتها فى هزيمة كروية

كيف ننسي هزائمنا المتلاحقة فى كل المجالات والتي هي احرى بالاهتمام المستمر من غرقي العبارة إلى رغيف الخبر الذي يتطلب منا مجهودا خرافيا للفوز به ، وأمنية لن تتحقق بتحسينه ، والشوراع التي تكدست بها القمامة حتى أصبح منظرها منظر معتاد فلا نعرف سواه حتى نقابله عند الاخرين

هل الشعب حلت كل مشاكله لتستمر اهازيج إلى ما لا نهاية ، فأصبحنا ننتج اغنية وطنية كل ساعة

نعم لا ضرر من سعادتنا ، بل أن السعادة مطلوبة ، ولكن اريد ان اسعد بمئات الاخداث الاخري ، التي تحقق لبلدي قدرا معقولا من الخير والعدل والرفعة والكرامة ، فأراها نظيفة جميلة متطورة ومنتجة كالعبارات التي تكتب على المدارس

لا يجب أن نكون بهذه السطحية التي نغيب فيها عن واقعتا المر ، ونري صورتنا فى المرآة ضاحكة والواقع اننا نحترق

كلنا نحب مصر ، فاذا اراد الاعلام اثبات انه ايضا يحب مصر ، فعليه ان يكرر هذه الرسائل فى مجالات اخري ويحاول رسم بسمة حقيقية على الشفاة المبتورة للمواطنين ، فاذا كانت بلدنا اغلي الاوطان فيجب ان يهتموا بالمواطنين عدلا وقسطا وآدمية


نريد حقا ان نفرح دون افراط أو تفريط ، فنسجل هدفا واحدنا فى صالح آداميتنا


أنا لست متشائما ، ولا - نكدي - ولكن اشعر اننا شعب لا مثيل له اذا احب شىء ، شعب يستحق ان تكون كلمات ملايين الاغاني الملفقة واقعية ، لأنها توصف الشعب المصري حقا ، وان مصر فعلا فعلا بلادي لها حبي وفؤادي


اعتذر جدا عن الصورة المرفقة ، فكم هي مؤلمة وموجعة ، ولكنها تثبت ان هناك من يجاهد كي لا نشعر بأدميتنا فى وطن نعشقه


السبت، 30 يناير 2010

شكرا لكم

اشكر كل من سأل عني هنا ، وعبر الايميل وعبر الفيس بوك
ربما كان سبب التأخير نوهت عنه فى المقال السابق ، وهو ضغط غير طبيعي فى العمل ، مع التزام أدبي بأستمراره على نفس النهج ، من قبل شروق الشمس ، إلى قبل الشروق التالي ، ولا يكفي الاطلاع على الجديد عبر الموبايل
اعتقد اني فى احتياج إلى اسبوع الاجازة الذى حصلت عليه اول أمس
اشكر الجميع جدا
حتي نلتقي
تحياتي