الثلاثاء، 7 أغسطس 2018

كارهي الحياة


في خلال شهر واحد قرأت ستة اخبار بمضامين مختلفة ، والفعل واحد ، التخلص من الحياة ، ولا ادري لما استشرت تجارة الموت الخاسرة في الأونة الاخيرة وكأنها تنمو بمتوالية حسابية ، كيف تعجز عقول هولاء عن ملايين الحلول المتابينة حتى لو لم تبدو يسيره أو تبدو وكانها مستحيلة ، ويتوقف كل شيء امام اختيار واحد اعتقد انه ليس رغبة في الموت قدر رغبتهم في التوقف عن العَيش، الامر جد خطير حين تقف كل قدرات الانسان اما هذا الاختيار الوضيع ، الذي لا يدلل ابدا علي كره الحياه بقدر دلالته علي سقوط العقل والضمير في اول اختبار . 


موضوع مرتبط 

www.7aweltftkrni.blogspot.com/2010/06/blog-post_11.html

الثلاثاء، 29 مايو 2018

محاولة


ربما ونحن فى معترك الحياة لا نشعر بالخطى فينا إلى أين تتجه ، حتى نفاجئ بالأعناق تغرق فى ما لا نستطيع تجاوزه من عقبات

وربما استطعنا ولكننا لا نرى فى أنفسنا رغبة فى التجاوز ولا قدرة علي ذلك
لقلة الحركة ، أو لحب السكون ، أو للاستسلام

ربما - ذات يوم - تتكاتف كل الآهات داخلنا وتتزاحف فى حلوقنا فنختنق

ليس من كثرة الآهات بل من عدم الرغبة فى أخراجها من داخلنا او القدرة على البوح بها

ربما نصطدم بالأخرين أو نصدم فيهم أو نصدقهم او نكذب عليهم او ننافسهم او يعادوننا او نرحل عنهم او يأخذوا كل رغبة لدينا فى الحياة فلا يبقى شىء من أجله نستمر - أو هكذا نرى - ولا يستمر فينا شىء نريده

ربما فى لحظة واحدة نرفض كل شىء فينا ويرفضا كل من حولنا فلا ربيع يغرد فينا ولا ضياء تهتدي به مأقينا ولا ظل يحتوينا ولا زهر ولا ثمر ولا قمر
ربما يتحول النهار فينا إلى ظلام دامس ، والليل إلى نفق خانق
والحلم إلى كوابيس مزعجة والحقائق إلى وهم خادع

ربما تتحول مشاعرنا الى مجموعة متناسقة من البلادة وتتحول حواسنا إلى متوالية متقنة اللامبالاه
وتتحول الايام إلى خريف دائم والكلمات سلسلة رائعة من التلفيق و الانفاس الى خناجر مسمومة النصل تمزق الذى في صدورنا فلا نحن نستطيع التحمل ولا غنى لنا عن تلك الخناجر

ربما نمر بكل هذا ربما نشعر به نابض فينا ولا نستطيع البوح بما ينبض حتى نتحاشى نظرات الشفقة او الاتهامات بالجنون من الآخرين او فقدان الثقة فى أنفسنا او بسمات ماكرة شامته من المنافسين او وصلات كذب من المحبين

نعم ربما نرغب فى التجاوز فنحاول وربما نيأس من مجرد المحاولة فلا نفعل
ربما يحدث كل هذا أو جزء منه أو طيف منه
أو لا يحدث بالمرة
لكن الشىء الأكيد أننا نستطيع التجاوز
فقط إذا قررنا أننا نستطيع
فقط إذا قررنا أن نحاول

الاثنين، 15 يناير 2018

برودة


كنت افعلها كثيرا أيام الشباب ، حين اخرج لقضاء شئوني القريبة مرتديا الملابس الصيفية الخفيفة في عز الشتاء ، وربما كنت أذهب إلي المدرسة والجامعة بنفس الملابس متحملا تعليقات البعض واستنكار البعض وتعجب الجميع 

 ويخطي ما كان يظن إني لا اشعر بالبرد القارص ، ولكنه يجهل انه كنت اختار ذلك كي اشعر به أكثر فهذا الشعور هو قمة استمتاعي بالشتاء ، هذا الاستمتاع الذي استحضر فيه كل المواقف المبهجة التي مرت علي في نوستالجا عجيبة تنتشلني من براثن الواقع إلي سماء الماضي الرحيبة وقدرتها المتجددة على الاتساع لكم الضغوط المتراكم والذي لم يكن له وجود في الماضي


فالبرودة والسكون وكوب الشاي الساخن وصوت فيروز الصادر من المذياع مفردات تحمل ملايين المعاني لمعظم جيلي ، تحمل في طياتها ضحكات وعبرات ، أزمات وتطلعات ، قبلات وصفعات ، وأنهار لا تنضب من حنين تنفجر داخلي من أول إحساس بالبرودة ، فأجدني – وان كنت لا استطيع مواجهة احد بالخروج بالملابس الخفيفة – أشعل فتيل هذا الانفجار حين اقضي ليالي الشتاء الساحرة في منزلي مرتديا الملابس الداخلية .