الأحد، 25 سبتمبر 2016

حكمة حكيم


في أحد الأيام حضر إلي سقراط أحد معارفه الذي وقال له أتعلم ما حدث من أحد طلابك؟، رد عليه سقراط قبل أن تخبرني هل أنت متأكد أن ما ستخبرني به صحيح؟  رد الرجل في الواقع لقد سمعت الخبر فقط، قال سقراط إذا أنت ليس عل يقين من أن ما ستخبرني صحيح أو خطأ، فهل ما ستخبرني به عن طالبي شيء طيب؟ قال الرجل بالعكس تماما، فقال سقراط إذا ستخبرني شيء سيء عن طالبي على الرغم من أنك غير متأكد من أنه صحيح!!، بدأ الرجل بالشعور بالإحراج فتابع سقراط هل ما ستخبرني به عن طالبي سيحقق افادة لي؟ فقال الرجل في الواقع لا، فنظر اليه سقراط وقال: إذا كنت ستخبرني بشيء ليس بصحيح ولا بطيب ولا ذي فائدة أو قيمة، لماذا تخبرني به من الأصل؟

باختصار: قليلا من التروٍ

الجمعة، 9 سبتمبر 2016

تماثيلنا الجميلة


فنانا موهوبا في نحت التماثيل ولم يكن يصل لمستوى فنه وعبقريته اي انسان اخر في زمنه ولكنه يكره النساء بشدة ولم يكن موقفه هذا يحتمل المناقشة او التغيير

وبالرغم من هذا فقد كانت أجمل تحفة فنية صنعتها يداه عبارة عن تمثال لامرأة فائقة الحسن، ولم يكن التمثال مجرد صورة عادية ولكنه كان آية في الجمال والروعة وكان تجسيدا لكل اوصاف الحسن والجمال وما لبث ان أحب تمثاله حبا شديدا وأصبح لا يقدر على فراقه لحظة واحدة، يقضي معه ساعات الليل الطويلة يقبله ويدغدغ يديه ووجهه

ولكنه كان عبثا يحاول ان يبعث الحياة في شيء ميت، وأدرك انه لن يستطيع الاستمرار في هذا الوهم ومنذ ذلك الحين تحول الى ضحية تستحق الرثاء والشفقة 

انها اسطورة بجماليون الذي كره كما لم يكره أحد، وعشق كما لم يعشق أحد وحاول ان يصنع ما يعشق بما يتخطى مفردات العشق
كذلك نفعل دائما، نصنع تماثيلنا الداخلية بما يتواف
ق مع تطلعاتنا، وأمانينا، ونلقي عليها ثوب المثالية ونحن نعلم ان هذا الفعل في الأساس غير مثالي، فنحن حين نصنع تمثالا نتقمص شخصية العاشق لا الناقد

وليس عيب ابدا ان نكون عاشقين ونلتمس كل المتناقضات، ونستهين بالزمان والمسافات، وتقترب كثيرا من كل المستحيلات، ونصنع من خيالنا نموذج فريدا لم يوجد ولن يتكرر، ولكن العيب كل العيب ان لا نتسامح معه إذا تنبض يوما، وجاء بكل الحقيقة التي تخالف تطلعاتنا

يجب ان نتسامح كثيرا مع كل تناقض بين ما تخيلناه وما هو واقع، فنحن من صنع الخيال بشكل يتضاد مع الواقع، ونظل نتسامح ونتسامح حتى يفقد التسامح قيمته ويتحول إلى كراهية مقتنع بها فنكسر التمثال الذي حرصنا العمر إلا نكسره، فالتعلق بالأساطير لا يختلف كثيرا عن التعلق بالتماثيل الجميلة