الخميس، 29 أكتوبر 2009

قولي ايه هي السعادة

السعادة .. هي هدفنا الأول المقصود به معظم افعالنا وسلوكنا ، خططنا لها ام لم نخطط

نقضي اياما يرهقنا إحصائها من اجل بلوغ مكانة ما ، او الحصول على وضعية مرضية فى مجتمعنا تحقق لنا ولو القليل من الاستقرار المادي والمعنوي والاجتماعي والنفسي ولا نري السعادة فى كل هذا ، ونصرخ طلبا لها والتماسها ، برغم النجاحات التي نحققها يوما بعد يوم ، نجاح بعد نجاح ، نصاب بالإحباط لأن لم نبلغ السعادة المطلقة ونؤمن بأن الأمور ستكون على ما يرام لاحقا ، بمزيد من النجاح والتفرد عن الآخرين
ثم نقنع أنفسنا بأننا سوف نكون في حال أفضل عندما نحصل على سيارة جديدة ، ورحلة سفر ممتعة ومراكز محترمة ، وحياة كريمة حتى بدون درجة من درجات الرفاهية ، واموالا تحقق كل هذا

كأن السعادة مرحلة نهاية نسعي دائما لها ، وتؤجل نفسها عنا ، كالافق البعيد الذى نسعي للوصول إليه وكلما اقتربنا كلما زاد ابتعادا متناسين أن السعادة هي رحلة وليست محطة نصلها


السعادة لست مكافأة مستحقة لمشوار مفعم بالاحباطات والمحاولات ، لكنها جزء من هذه الاحباطات والمحاولات
حقيقة.. لا يوجد وقت للعيش بسعادة أفضل من الآن،
فإن لم يكن الآن، فمتى إذن ؟


حياتنا مملوءة دوماً بالتحديات فمن الأفضل أن نـقرر عيشها بسعادة رغم التحديات .
ففي كل عقبة نجتازها .. سعادة
فى كل عمل ننجزه ..سعادة
كل محنة نتجاوزها .. سعادة
وما أكتر المحن والعقبات والاعمال والتحديات فى حياتنا ، فما أكثر لحظات السعادة المنتظرة

أن حياتنا اقصر من ان نقضيها انتظارا لمشهد النهاية السعيد الذي فى الغالب لن يكون بالطريقة التي ننتظرها

الأحد، 25 أكتوبر 2009

عشتار


عشتار شابة ممتلئة الجسم ، ذات صدر نافر، وقوام جميل ، وخدَّين مُفعمين بالحيوية ، وعينين مُشرقتَين يتوفَّر فيها، إلى جانب جمالها الأخّاذ ، سمو الروح ، مع رهافة الطبع ، وقوة العاطفة ، والحنو على الجميع


ففي فمها يكمن سرُّ الحياة ، وعلى شفتيها تولد الرغبة واللذة ، ومن أعطافها يعبق العطر والشذا يكتمل بحضورها السرور، ويشيع مع ابتسامتها الأمن والطمأنينة في النفوس غالبا ما نشاهدها وهي تجوب الربوع بخفَّة ورشاقة ، فتتفجَّر الينابيع خلفها بالماء والعطاء ، وتُزهر الأرض بالسنابل والنماء.


وقع في غرامها الشعراء ، فخلّدوها بأعذب الأوزان وأحلى القوافي ، وهام بحبِّها الأدباء ، فوهبوها أجمل النصوص الملحميَّة وعشقها الفنانون ، فرسموها على أرشق الأختام الأسطوانية وصنعوا لها أرقى التماثيل التي تكاد تنطق بالحياة ، وولع بها الموسيقيون فنغّموها لحناً راقصاً على أوتار العود وفوهة الناي.

عشتار ، الاسطورة التي عشقتها منذ صغري ، ومازلت ، برغم يقيني أنها أسطورة وانها كمئات الأشياء الخيالية فى حياتنا ، لكنها امامي دائما ، تحمل ميلاد الحرف من بين اناملي منذ الصغر ، حيت اكتب ، وحين أبوح ، وحين اعشق

لعشتار الآن


كلمة فى مدونتي










الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

كن جميلا


على مر التاريخ كان العظماء والمؤثرين يعرفون قوة الكلمة ومدى تأثيرها وكانوا يستخدمونها في تحريك الشعوب ، وشحذ هممها إلى أهداف كثيرة متشعبة

فالكلمة تغير الشخص ، وربما غيرت العالم اذا جعلناها تلامس القلب ، وتوقظ الإرادة داخل الإنسان ، فالشيء الذي تكرره بينك وبين نفسك تقتنع به عاجلا أم آجلا وتتصرف على اساسه ، قرر أنك فاشل دائما ، ستفشل دائما ولو كنت تملك كل مقومات النجاح أولها شخصيتك ، ردد أنك تكره الاخرين ، فستكرههم وبالتالي سيكرهك كل الناس ، قرر انك أي شىء سلبي ستكون دائما كذلك


فللكلمة سحر وقوة تأثير أدركنا ذلك أم لم ندرك ، يقول زج زجلر في كتابة "أراك على القمة" ان من يقول ان الصورة خير من ألف كلمة لا يعرف شي عن خطب العظماء

تريد مني نصيحة ؟
عندما تريد ان تكون ذو قيمة قرر انك كذلك فينعكس ذلك على تفكيرك وسلوكك وخطابك وعملك فتكون كما قررت ، أو قرر العكس فستحصل على ما كنت تريد

تريد مني مثالا ؟
ردد ورائي تلك الكلمات ، لو احسست براحة فكن كذلك دائما

الأمان ، الراحةر، الحب ، السعادة ، الصفاء , الهناء ، النحاح ، الهدوء ، التقدير ، الحنان ، الصدق ، الجنة ، الفردوس ، الإخوة ، الأصدقاء ، الأحلام ، الأم، الأمل ، الشروق , الإخلاص ، الرحمة , الإنسانية , الورود , الربيع , الرومانسية .

باختصار
كن جميلا تري الوجود جميلا

السبت، 17 أكتوبر 2009

الحرية مشروطة قمة العنصرية

منذ ايام قليلة جلست مع صديق من أصدقاء الطفولة يعمل محاميا ، وعضوا بارزا فى احدي مؤسسات حقوق الإنسان ، وكان الحديث عن جدوى هذه المؤسسات خاصة ما يحمله الاسم - مجردا - من معاني ، وانهيت الحديث برأي خاص ان هذه المؤسسات لا تتعدي كونها وجاهة اجتماعية لمنتسبيها او انها لها اهداف اخري معظمها عنصرية لبعض منتسبيها ، وقلت لصديقي : انت نفسك منضم لها لتبرز – الكارنيه – عند اللزوم لتحقيق مصلحة شخصية .، ومؤسستك المزعومة مؤسسة عنصرية لانها تروج لفلسفتها التي قامت عليها حسب تيارها الفكري ، دون النظر إلى الانسان أو حقوقه ، والدليل أن اللى بيقول عايز حقي يضرب على قفاه .

واري ان من ابسط حقوق الإنسان ان يكون حرا فى اختياره وقراره ومصيره ، دون إجبار او عنصرية ، او حصارا اقتصاديا واجتماعيا وايديولوجيا ، او ابتزازا من أي نوع وان يحقق له المجتمع الأمان بكل انواعه ويتساوي فى الحقوق والواجبات مع كل الأفراد فى المجتمع دون أي تمييز

ومنذ أيام أيضا ، قادني حظي العاثر إلى منطقة وسط البلد لشراء بعض الأغراض لزوم التجهيز للسفر ، وامام نقابة الصحفيين بشارع عبد الخالق ثروت قرأت اعلانا كبيرا يقول ( مضربون حتى تتحقق مطالبا ، لا مساس بأقوات اولادنا )على ما أذكر ، بالطبع عبارة عنصرية ، لان الشعب المصري كله يريد أن ( يربي العيال ) كنت اتمني ان يكون الاضراب للصالح العام وليس الضغط من اجل تحقيق مطالب فئة دون لأخري لمجرد انها تملك وسيلة للضغط ، نموذج مبسط من العنصرية .

الوساطة عنصرية ، تمييز سيارات اعضاء مجلس الشعب واصحاب النفوذ عنصرية ، حجز الطاولات المميزة فى المطاعم الفاخرة عنصرية ، التماس احد المعارف للحصول على خمس ارغفة من فرن بلدي خارج الطابور عنصرية ، الوصولية والاستغلال والابتزاز والضغط عنصرية

فالحقوق لا تتجزأ ابدا ، الحقوق مكفولة للجميع دون ادني تمييز بسبب الجنس أو الدين أو اللون ، هكذا تعلمنا فى مدارس مجتمعنا ، وكتب علماؤنا ، وتشريعات ديننا الحنيف ، وكذلك مواد الدستور المصري

ومنذ سنوات قرأت كتاب ( تحرير المرأة ) لقاسم أمين ، اعجابا باسم الكتاب ، وليس مضمونة ، لأن المرأة فى فعلا كانت فى حاجة إلى المساعدة ، على الاقل ، بمعاملتها بما أمر الله ان تُعامل بها ، "لقد قرر الإسلام أن المرأة إنسان مبجل، وكيان محترم، مشكور سعيها، محفوظة كرامتها، موفورة عزتها، ردّ لها حقها المسلوب، ورفع عنها المظالم، لا تحبس كرهاً، ولا تعضل كرهاً، ولا تورث كرهاً، تنزل منزلتها اللائقة بها: أماً وأختاً، وزوجة وبنتاً، بل مطلوب المعاشرة بالمعروف، والصبر على السيء من أخلاقها ، فالدين والتمسك به هو الذى حرر المراة ، بعد أن كانت تورث من الاباء إلى الابناء ، وكانت تستعبد ، وكانت تؤخد اخدان ، وهو ما نصحنا به نبي الرحمة صلي الله عليه وسلم بالحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهُ قال : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره واستوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن خلقن من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وأن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا"

وليس هناك حرية أكثر من ان تختار المرأة اختيارها ، وتقرر قراراها ، وتحدد مصيرها ، أي كان ، فهي حرة ، فكيف نصنف الحريات ، كيف نميز بينها ، فيكون ارتداء النقاب رزيلة تستحق عليه الويل والثبور وعظائم الأمور ، وارتداء - المايوه - فضيلة كبرى ، تنول جوائز الدولة بكل انواعها ، لأنها تمارس حريتها ، أي منطق هذا ، الذى يميز بين الحريات

ومنذ ايام ايضا – يال للصدفة – خرج علينا موظف حكومي بدرجة شيخ الازهر لا قيمة لوظيفته إلا اصباغ صبغة دينية على القرارات الحكومية العنصرية بقرارا يمنع المنتقبات من دخول المعاهد الازهرية ، وحاكاه عدد من رؤساء الجامعات والمدن الجامعية ، متماشيين مع بعض القرارات السابقة بعدم دخولهم اندية القوات المسلحة وبعض المؤسسات الاقتصادية ، وعدم الفوز بوظائف معينة فى مؤسسات معينة ناهيك عن النظرة العامة لهم بأنهم رجعيون متخلفين ، ارهابيون ، منتهكين ابسط الحقوق الشخصية للفرد ، متخذين اقذر نموذج للضغط والابتزار ممكن ان يستخدم مثل المنع من التعليم ، وعدم الاستضافة فى المدن الجامعية ، بنمطق ان من تريد النقاب تقعد في بيتها ، ما هذه العنصرية ، ما هذا المنطق الرجعي المتخلف ، يريدون للمرأة النقوص إلى الخلف مئات السنوات ، وانا هنا ليس بصدد مناقشة امر تشريعي أو فقهي ، او تفسير شىء واضح لكل ذي عينين ، ولكن اناقش امرا حقوقيا ، أليس لهم نفس الحقوق التي يستفيد منها الغير طالما ان النقاب اختيارهم ، فى التعليم ، والامان والأمن ، والخروج والدخول والمرح ، وإقامة الشعائر الدينية ودخول الجامعات والنوادي والمؤسسات العامة ، بالطبع لهم حق واضح وكامل

ولن يستطيع احد ان يتزرع بالخوف من ان يستخدم احد ما النقاب ليرتكب بعض الجرائم ، لانه منطق غير سوي كالذى يمنع استخدام السكاكين لأنها ادوات جرائم ، كما منع احد الخلفاء الفاطميين آكل الملوخية لأنها اصابته بالاسهال ، فالا حري أن يمنعوا استخدام السيارات التي تسبب وفاة أكتر من 32 الف نفس بشرية فى العام ، كما انه بمجهود بسيط يمكن ان يسن قانون يعاقب بالإعدام لكل رجل يرتدي النقاب ليتخفي خلفه

أليس المنع عنصرية ؟

كنت اتمني ان اري رد فعل طبيعي مقنع للقرارات العنصرية ضد فئة اختارت لنفسها سلوكا خاصا وشكلا خاصا ومضمونا خاصا دون اضرار للاخرين ، خاصة من المؤسسات الحقوقية بغض النظر عن ايديولوجياتها الليبرالية ، وان يكون هناك ابسط صور المساواة فى تناول القضية بمنتهي الموضوعية ، بين فساطيط الرأي المتعددة ، ولا نري كل الابواق الاعلامية تقدم لمن اسعدهم القرار مساحة لا متناهية من التهليل بالقرار الخاطي ، والتنكيل بالفئة المذكورة ، ومحاولة الدفاع بغباء عن قرارات مقصود يراد به باطل على اعتبار اننا شعب سطحي ، يقتنع [اقل كلمة تقال لمجرد أن من يتكلم من صفوة مزيفة ، للدرجة التي تجعل من واحد مثلي لا ناقة له ولا جمل فى الموضوع ينضم بكل حواسه للاغلبية الساحقة التي لم يؤخذ رأيها ، التي لم تنعم بواحد من مليون من الفرص الاعلامية للتعبير عن الرأي الساحق فى القضية

شيئان جعلاني اشعر ان السحر انقلب على الساحر ، أولها أن القرارات العنصرية ، والآراء الغير موضوعية ، جعلت للنقاب اضواءا جذبت إليه الكثير ممن لا يعرفونه بالبحث عن المعرفة به ، والثاني ما قامت به المدونة - ماجدة المعدواي- صاحبة المدونة فى الرابط التالي
، اعتراضا على العنصرية الحكومية المنظمة ضد المرأة ، بممارسة حريتها بالطريقة الواقعية ، واثبتت بكل سهولة أن السحر انقلب على الساحر

الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

لحظة احترام

هناك لحظة – دائما ننكرها – حين نري فى غيرنا ما نتمني أن نكون عليه ، بغض النظر في درجة ما نراه على مقياس – المناسب لنا – قربا او بعدا واختلاف ردود افعالهم فى الأحداث المتباينة فنتقمصهم ليمنحونا القوة حين ندرك بأننا ليس بالقوة البادية علينا ، وأننا اضعف مما يعتقد هؤلاء الآخرين وأضعف مما نعتقد فى أنفسنا

هناك لحظة دائما لا نلحظها - إذا نبضت - حين نتقمص آخرين ، فنتمنى أن نرتدي ثيابهم التي لا تناسبنا لأنهم أبهي ، ونتكلم بمنطقهم الذى لا نجيده لأنهم أبلغ ، ونري بأعينهم لأنهم أفطن ، ونستعير لسانهم لأنهم أصدق وقد يبدو علينا البهاء والبلاغة والفطنة والصدق ، ويرى ذلك كل من حولنا ، ويبقى سر صغير داخلنا ، نعرفه عن أنفسنا ويغيب على كل من حولنا ، فنبدو عرايا فى بحر من البلاهة وفضاء من الأكاذيب ، لا تغطينا أبهي الثياب ولا نصدق ولو استعرنا ملايين الألسنة ، ولن ننال احترام نستحقه إذا كنا لا نقتنع به داخلنا

كلنا كلنا نرى فى الآخرين ما ينقصنا ، أو ما نتمني أن نكون عليه فنتعاون معهم ، أو نصارعهم ، أو نحبهم ، أو نكرههم ، أو نقترب منهم ، أو نقصيهم عنا ، او نغار منهم ، أو نتخذهم قدوة وربما عملنا على كراهية العالم لهم

هناك لحظة نريد أن نقتحمها فنبدو علي ما نحن عليه دون تلفيق ، أو تزوير ، أو تجميل أو تزييف ، ونجبر الآخرين على احترامنا على ما نحن عليه وبما نبدو عليه ، حتى لا يكون هناك سرا داخلنا يعرينا ويجلدنا من حين لآخر

هذه اللحظة قد تاتي ، ولكنها لن تكون بالفاعلية المنتظرة طالما امتزجت بمفردات اخري قد تنبض فينا من وقت لأخر وتحمل معها ذرة غضب ، او طيف انانية ، او أي لون من ألوان الغباء الآدمي الذى لا نعطي لانفسنا فيه القيمة المستحقة على مقياس الواقع ، لتكون محاولتنا لبلوغ القمة لا تشترط وجود ضحايا نعتلي عليهم

يوم نصل لهذا اللحظة ستموت عشرات الخصال السيئة من انانية ، وكراهية ، وصراعات ، وأكاذيب تشوه الواقع ، لأننا لن نحتاجها لنثبت للآخرين أننا محترمون