الخميس، 19 مارس 2009

ملامحهــــــا




بعد كل لقاء ، وعند كل وداع تغتالني ملامحها الباكية ، واشعر بضألتي حين تلتف زراعي حول هامتها محاولا تغير تلك الملامح المؤلمة فأسعدها واشقيها بنفس الفعل


فلقاؤنا وفراقنا يتسم بلحظات متشابهة تتوقف فيها مدركاتي حين ألمح بريق العبرة خلف أهدابها ، لحظة تجعلني اتمني لو لم أكن يوما مصدرا لسعادتها المؤلمة أو منبعا لدموعها السريعة الصادقة


تغتالني تلك الملامح فى لحظة لا أدرك منتهاها بالقدر الذى اتمني لو ان أوقف حياتي لها حتى لا اراها لحظة ، ولا أشعر بها دمعة ، ولا أتخيلها زكرى


أنها لحظة تتوحد فيها ملامحنا المتشابهة فى الشكل والمضمون تشكلها ملايين الأحاسيس المتباينة ما بين فخر وحزن وخوف من عدم اللقاء ثانية ، ولكني أتقن أخفاء ملامحي العشوائية بسلسلة متقنة من البسمات الواثقة وانجح فى وأد صرخة صادقة ترغب فى التحرر من صدري للكون الفسيح لتهتف " أريد ان لا اتركك وأن يتوقف نبضي بين يداكي " ، ولا تملك القدرة على فعل هذا معى لأظل ابدا بين براثن ملامحها التي تؤلمني حتى لو ضحكت


ملامحنا مكشوفة لكلينا ، فكما لاحظت التغيير المضطرد على ملامحي يوما بعد يوم ، وحفظتِ مراحلي المختلفة عن ظهر قلب ، لم استطع ، رصد تغييرات ملامحها - رغم وجودها - لثبات الفعل لديها تجاهي " حب ، تضحية ، حماية ، رعاية ، بكاء " فقدمت لى كل شىء على مدار أيامي المتناثرة بين عدم تقدير فعلها التقدير المثالي الذى تستحقه ، أو فى كيفية التعبير عن ما اشعر به تجاهها من حب وعشق وامتلاء برغم كونه الشعور الوحيد الطبيعي الواقعي


كم تمنيت لو لم أكن ولدها ، كي أشعر وتشعر بأن ما أشعر به تجاهها شعورا خارج عن حدود "الطبيعي" ونموذجا غير قابل للتكرار


اليوم فقط وبعد ساعات قليلة من فراقها ، أدركت مدي خذلاني لها حين قارنت بين ملامحها الباكية وهي تودعني ، ونفس الملامح يوم التقينا


ربما أكون أكثر إيجابية اذا اتخذت قرار غوغائيا يمنحني وقتا مستمرا - استحقه - كوني أبنها


أمي

يا من بمقياسك أقيس النساء ، لا اعرف الأمهات كيف يكن ، ولكني اعرف من أنتِ



هناك 24 تعليقًا:

someone in life يقول...

كل عام و ماما بخير

بوست مؤثر و حاول ان لا تتركها كثيرا
ساقول للك انا عن احساسها عندما يبعد الابن لفترات خارج البلاد و هو يلوح لها بيدة بعيدا داخل صالات المطار منذ ان يترك يدها تحس ان قلبها انخلع و يجري وراءة و تتلهف لسماع صوته و لو بعد دقائق قليله
لايعود القلب لمكانه الا بعودته

و طول الغياب تشم رائحته في البيت و تجتر الذكريات و تضحك و تبكي في نفس الوقت

و يوم عودته يوم عيد لا تدري ماذا تفعل مما يحب هذا و هذا ام ذاك و تريد ان تضع الدنيا بين يديه

اعتقد هذا احساس اي ام يبعد عنها وليدها و ليس احساسي انا فقط

تحياتي

حاول تفتكرنى يقول...

someone in life

أعتقد أنك ستشاركيني الرأي ، اذا قلت ان وصفك لا يكفي
ووصفي لا يكفي
وتلك المشاعر غير قابلة للوصف

يكفينا أن نشعر بها

سعدت جدا جدا بزيارتك
تحياتي

سلوى يقول...

عيني دمعت
يمكن لأنك كتبع سيناريو صادق أراه عندما يأتي أخي من الغربه وتلقاه أمي
وعندما يأتي وقت سفره وتودعه
وكل منهما يعانق الآخر ولا يريد أن يتركه

هي الأم في كل مكان
نفس المشاعر
نفس الحب الخالي من أي مصالح

ربنا يرجعك لها سالم ويخليه لك
ويحفظها ويديها الصحه
هي وأمي وكل الأمهات

رحــــيـل يقول...

جميله جدا تلك الكلمات التي صغتها بمنتهى الصدق والجمال

تحياتى لك

Lyssandra يقول...

الله

قد إيه الفكرة بجد هايله

كلنا يري أمه بنفس عينك يا صديق

:)

دمت بود

موناليزا يقول...

كل عام وكل أم بالف خير
كلماتك معبرة وصادقة

امل يقول...

مع كل هذا الاحساس
ربنا يرجعك ليها بالسلامه
ومحتاجه قوى رايك مانا برضه ام وتعبانه وولادى لسه قدامى ومش معايا

dina يقول...

كم تمنيت لو لم أكن ولدها ، كي أشعر وتشعر بأن ما أشعر به تجاهها شعورا خارج عن حدود "الطبيعي" ونموذجا غير قابل للتكرار

بجد الكلام احساسه عالى اوىىىىىىىىىىىىى
و كل سنة و كل ام طيبة و مسامحة لتقصيرنا معاها...مهما كنا..فاحنا مقصرين فى حق امهاتنا لان مفيش حاجة فى الدنيا ممكن ترد جمايلهم او فضلهم و تضحياتهم عشانا
بجد تحياتى لقلمك

سمراء يقول...

كل سنة وكل ووالدتك وكل أم طيبة

سمراء

عـــفـــراء يقول...

السلام عليكم
"تحياتى لك ولتلك التى جعلتك تكتب مثل هذا"
كل سنة وهية بألف خير وكل امهاتنا بكل خير وسعاده وربنا يبارك فيها ويجعلها دايما تاج تتزين وتفتخر به
خالص تقديرى ....

حاول تفتكرنى يقول...

اهلا سلوي

أكيد نفس السيناريو

ونفس المشاعر

تحياتي


****************

رحيل
نعم وبكل صدق
اشكرك جدا على الحضور


****************

ليسندرا

حمد الله على سلامك

تحياتي


****************

موناليزا

تتمني كلماتي أن ترتقي لمستواكم

تحياتي

****************

ماما

كل سنة وأنت بخير

مدونتك جد جميلة

تحياتي


**************

دينا

فعلا مقصرين
ولا يكفي كل هذا الحب

شكرا لوجودك


تحياتي

******************

سمراء

كل سنة وانت بخير

تحياتي


******************

عفراء

حمد الله على السلامة

غيابك مؤثر

تحياتي

سمكه واحده يقول...

كل سنه وولدتك وكل ام بخير

soly88 يقول...

اعجبنى تعبيرك
(ملامحنا مكشوفه لكلينا)
فعلا لا غير الأم يعرف ما بداخلنا

حاول تفتكرنى يقول...

سمكة واحدة

كل سنة وكل الامهات بخير

تحياتي


**************

سولي

فعلا ملامحنا مكشوفة لهم

شكرا على المرور

تحياتي

شاب كــ طخين ـــــا يقول...

كل سنة وكل أم بخير
بوست جميل اوى
تسلم ايدك

منى يقول...

تنبهت منذ ايام قليله ان لا اسره ممن حولنا الا بها ابن او اخ او اب مغترب
ربما القليلون من يملكون رفاهيه اختيار العوده
لكن معظمهم يعانون ويعانى معهم الاعزاء ولا سيما الامهات
لاجدنى اشعر بمراره ومقت لكل الظروف السيئه والمسئولين عنها الذين حولونا لشغب من المغتربين

ادعوا الله ان يمنحك ووالدتك السكينه والصبر وكل من يعانون وجع البعاد

منى يقول...

معذره ان كنت خرجت بعض الشئ عن الموضوع الرئيسى
تحياتى

Unknown يقول...

لن يعدل احد عندى
غلاوة امى وقدرها عندى
وكذلك عندك انت
ما دمت ابناً
باراً محبا
لها .

حاول تفتكرنى يقول...

أمبارح كان عمري عشرين

اشكرك جدا على الزيارة

تحياتي



***************

مني

قد لا يفيد أن نلقى بالاسباب على الاخرين
أنه اختيارنا
تلك الحقيقة
لا البعد رفاهية ولا العودة رفاهية
كلاهما اختيار
واريد أن اؤكد على مسألة المعاناة تلك ، أن هناك من يخشاها لذلك لن يأخذ قرار بالعودة
عن نفسي اتغلب على كل هذا بالزيارات السريعة المتلاحقة

تحياتي


**************

نورهاتي
وعدم القدرة على المعادلة فى حد ذاته يفسر ما لا نستطيع تفسيره

أشكرك

سرني تشريفك
تحياتي

أحمد سلامــة يقول...

ما شاء الله عليك تاني وتالت
انت بجد متمك من الاسلوب ومشاعرك فياضة للغاية
دمتم سويا بخير

حاول تفتكرنى يقول...

احمد سلامة

اشكرك جدا يا اخي

اتمني ان اكون كذلك

تحياتي

خواطري يقول...

أحساس رائع

walaa tulip rose يقول...

حين قرات اللمحة التي قدمها الفيس بوك عن هذا المقال اثارتني كلماته والتي توقفت عند واشعر ....ومئات المشاعر كانت تداعب فكري فبما يشعر ياترى منهم ? وكل شعور توقعته وكل عمق له تخيلته هو لا شئ امام ما كتبته من مشاعروحب واجلال لوالدتك ... فكل مشاعر الكون هي ضئيلة جدا امام الام .... رائعة كلماتك والاروع احساسك دائما

حاول تفتكرنى يقول...

ولاء

وانا ايضا احب ان امر هنا كثيرا

فشكرا مستمرة انك جئتي بي إلي هنا ثانية

تحياتي