ساكون مختصرا في سرد تفاصيل قصة القرويين اللذان ذهبا لرئيس جامعة
هارفارد بملابسهم القطنية الرثة لمحاولة اقناعه بقبول تبرع منهما لانشاء مبني في الجامعة يحمل اسم ولدهما الذى
كان يدرس في الجامعة ومات تخليدا لذكراه ، فما كان من رئيس الجامعة مقابلة طلبهما
بالرفض نظرا لسوء منظريهما مدعيا انه لو فكر بهذه الطريقة ستتحول الجامعة إلى غابة
من الاسمنت ، وكي يتخلص منهما ادعي ان تكاليف المبني ستتعدي سبعة ملايين دولار
،وهنا قالت الزوجة لزوجها : سيد ستنافورد طالما ان تكاليف المبني في هذه الجامعة
باهظة لهذه الدرجة فلماذا لا ننشئ جامعة تحمل اسم ولدنا ، غادر
الزوجان ” ليلند ستانفورد وجين ستانفورد ” وسافرا إلى كاليفورنيا حيث أسسا جامعة
ستنافورد العريقة والتي ما زالت تحمل اسم عائلتهما وتخلد ذكرى ابنهما الذي لم يكن
يساوي شيئاً لرئيس جامعة ” هارفارد
” ، وقد حدث هذا عام 1884م.
وباختصار ايضا ، لم يقرأ رئيس جامعة هارفارد العنوان بصورة
صحيحة ، فننظر للملابس ( العنوان ) ولم ينظر للقيم المالية والعلمية والانسانية والتاريخية
خلف الزوجان ، مما جاء بتأثير سلبي على
الجامعة ، وعلى الطلاب ، وعلى ولاية بوسطن
كلها ، ربما كان هذا الرئيس مغرما
بالعناوين الواضحة وارتباطها بالظاهرة محل العنوان ، دون ان يكلف نفسه بالنظر خلف
كل هذا ، مما يدل على سطحيته وضيق افقه
باختصار اكتر العنوان في حد ذاته قيمة ثانوية
، وربما كان بلا قيمة ، فلا يجب ان نقف امامه كثيرا او نمر عليه مرور عابر ونركز
مداركنا في ما خلفه ، فهنا فقط ستنبض القيمة الحقيقية
بدون اختصار .... منذ ايام قليلة فقط كنت مثل
هذا الرجل ، يأخذ مني التفرس في العناوين وقت اكبر وحيزا فكريا كبيرا ، وبحثت عن
قصة الزوجان ستنافورد بعد كلام قرأته من هامة من هامات القلم شعرت اني لهذا الحد
جئت متأخرا
هناك تعليقان (2):
:)
لا اوافق على هذا البوست
فلكل مقام مقال
وانت بطبيعتك تدقق فى المعنى بل " تفصصه" حتى تخرج اعماق اعماق وهذا شىء ليس باليسير ولا يمتلكه اغلب الناس . فانت تربط كل كلمة بمعنى عميق وهذا لا يجعلك تدقق فى العنوان وتترك الجوهر بل تتحدث عن الاثنان معا كوحدة متكاملة فانا استشعر ان المثال الذى قدمته لا ينطبق " عما فهمته" .. وانا ارد على هذا بمنطلق تعليقك الدائم على عناوينى :) وربما قصدت امرا اخر ولكن هذا فى حدود فهمى" الضئيل"
مرحبا استاذة
اعتراضك جد مقبول ، ومقنع جدا اذا نظرنا من الزاوية التي تفضلتي بالحديث عنها - اتمني ان اكون قدرها - ولمن هناك زوايا اخري اعتقد ستوافقين علي البوست حينها ، فلو كنا ندقق في العناوين وجوهر الحديث فلا يجب ان نطالب الجميع بهذا التدقيق ، ونطالبه بعبارة واحدة تختصر عشرات الاسطر ، بل ندعوه بجوهر راقي حتي لو كان العنوان مبتدئ ، والقصة تشير الي هذه الفلسفة بأن العنوان كثيرا لا يماثل الجوهر ولا يستنبطه ، فعنوان الزوجان كمقدمة ( الملابس القروية ) لم يؤدي الي النتيجة المنصفة كما نعرفها نحن ولم يقرأها الرئيس ، معني هذا اننا دائما سنحتكم للقارئ وايدلوجياته وبيئته ونضجه في الربط والتحليل والتفسير بين الخطوط العريضة والتفاصيل ، فلماذا اذن نضع تفاعلاته تحت مجهر تطلعاتنا ، فليتفاعل بقلمه كما يحب ونتعاطي نحن التفسيرات كما نهوي ...
فهمك في محله وكان بداية لقضية عامة
تحياتي
إرسال تعليق