الأحد، 28 مارس 2021

المطرية

 


عارفين يعني ايه انك تشنأ في حي شعبي اقولكم انا :

انك تتولد في شارع ، كل بيت في الشارع  فيه اربعين عيل في سن بعض وشكل بعض ولبس بعض ومدارس بعض ، والعيال دي كلهم عارفين بعض ،  وبيلعبوا مع بعض ، ويتخانقوا مع بعض ، ويكبروا مع بعض ، نص العدد بيبقي شبه بعض، بياخد طريق واحد عنوانه احترام ، ومضمونه كل حاجة حلوة ، فبيكملوا مع بعض وينجحوا مع بعض ويكتبوا  تاريخ من الذكريات السرمدية مع بعض

 

وان كل دول هما اهلك ، تنادي أمهاتهم ب يا أما , وتدخل بيوتهم كأنك منهم ، بيوتهم بيوتكم ، حرمتها حرمتك ، كل واحد فيهم صاحب فرحك ، وياخد العزا معاك ، انك تكون عضو عصابة صغيرا ، عضو فرقة كورة شبابا ، عضو متواضع بين مجموعة من الناجحين المرموقين في ربيع العمر ، عضو رحلة عمر حتي الممات

 

في حوار مع متخصصة مصرية عالمية وتدير اكبر برنامج للإعاقة في الكويت والذي كنت اعمل به ، وهي اساسا من روكسي في عمارة في شارع ( ڤاڤي كدة) - عزمتني  فيه مرة علي ديك رومي حقيقي مش فوتوشوب – بتقولي بلهجة علمية  : الاجيال المتعاقبة في مصر حُرمت علي مدار السنوات من ممارسة الأنشطة الحس حركية الدقيقة مما جعلهم أاقل في التفكير والتحيلي وابطأ في اكتساب مهارات القراءة والكتابة

قلت ها بس بس بس بس ، الاطفال في مصر بيمارسوا اصعب وافضل واكبر وأدق واهم وكل الأنشطة الحس حركية ، افضل الف مرة من اي برنامجي عالمي للأنشطة والبرامج ، قالت لي ازاي ؟؟؟

قلتلها لو كنتي لعبتي طيارين أو سبعاوية أو تيريك تراك أو لعبتي شبر شبرين أو انده واقول أو كبة أو رفة أو طاروقة او بلي - وخصوصا الطاروقة والبلي- لوكنتي عملتي سيارة من ألواح الطين وكاوتش من الكازوز الملفوف علي بكر الخيط  وطيارات ورق  تطيريها من فوق السطوح ، لو كنتي لعبتي فوق المواسير وشفتي اللي جوا المواسير واتحنجلتي بالبسكليتة علي دايرة المواسير  ، لو كنتي عملتي  كدة ، أو شفتي حد في روكسي  او في مصر الجديدة  بيعمل كدة ، مكنتش سألتك اللي هسأله ده وتسامحيني بأة ، قالت أسأل

قلت لها أبوك مالمطرية ؟ قالت لا ، قلتلها أمك من إمبابة ؟ قالت لا ، جدك من المناصرة ؟ قالت لا ، قلت لها يبقي مش هتقدري  تتوقعي حجم  التأزر العضلي العصبي للأطفال في مصر.

 

الاحياء الشعبية قد لا نري عشوائيتها ، قد  نعتاد علي زحامها وعدم اتساقها ، قد لا نلحظ حجم عدم نظافتها والإهمال فيها ، والارتجال والتكاتك والخرابات والجراجات وعربيات الفول وشوادر المعيز وبعد كل هذا لو خيرنا فنختار العيش فيها ، ومن لا يختارها ويريد يعيش في بيئة اكثر اتساقا وهدوءا وتنظيما وجمالا ، يخرج منها ينتقل الي اقصي مستوي يستطيع بلوغه دون حدود ، ولكنه يظل تواقا لكل طيف تحمله ذاكرته الذاخرة بملايين (شوت سكرين ) لكل لحظة من حياته ، ليس بسبب علم النستولوجيا (الحنين للماضي) بل لان صبغتنا الوراثية تداخلت الي درجة انها اصبحت جينات متماثلة لكثير من البشر الذين مروا عليها يوما ما .

هناك 8 تعليقات:

عاليه نور يقول...

أجمل حياه واجمل زكريات

Unknown يقول...

إيه الحلاوه دى يا دكتور

حاول تفتكرنى يقول...

عالية نور

نورتي المدونة

my apps يقول...

اللة عليك ياكبير كلام في الصميم وتعيشي ياروح المطرية

أحمد الصعيدي يقول...

احلي عيشة واحلي اماكن
دول اصل مصر ❤

حاول تفتكرنى يقول...

يا صاحب الحرف الملتهب
مرورك عيد

تحياتي

طيف يقول...

اللهم لا حسد

حاول تفتكرنى يقول...

طيف

اضحكتني اصحك الله سنك

غلي ايه !!!! الناس دس ضد الحسد :)

تحياتي