ما هذه السلبية التي لا نفعل فيها شىء إلا الانسحاب
واذا كانت هي الاقوي فلماذا لا نصمت
ما هذه السلبية التي لا نفعل فيها شىء إلا الانسحاب
واذا كانت هي الاقوي فلماذا لا نصمت
عارفين
يعني ايه انك تشنأ في حي شعبي اقولكم انا :
انك
تتولد في شارع ، كل بيت في الشارع فيه
اربعين عيل في سن بعض وشكل بعض ولبس بعض ومدارس بعض ، والعيال دي كلهم عارفين بعض
، وبيلعبوا مع بعض ، ويتخانقوا مع بعض ، ويكبروا
مع بعض ، نص العدد بيبقي شبه بعض، بياخد طريق
واحد عنوانه احترام ، ومضمونه كل حاجة حلوة ، فبيكملوا مع بعض وينجحوا مع بعض ويكتبوا
تاريخ من الذكريات السرمدية مع بعض
وان
كل دول هما اهلك ، تنادي أمهاتهم ب يا أما , وتدخل بيوتهم كأنك منهم ، بيوتهم
بيوتكم ، حرمتها حرمتك ، كل واحد فيهم صاحب فرحك ، وياخد العزا معاك ، انك تكون
عضو عصابة صغيرا ، عضو فرقة كورة شبابا ، عضو متواضع بين مجموعة من الناجحين
المرموقين في ربيع العمر ، عضو رحلة عمر حتي الممات
في
حوار مع متخصصة مصرية عالمية وتدير اكبر برنامج للإعاقة في الكويت والذي كنت اعمل به
، وهي اساسا من روكسي في عمارة في شارع ( ڤاڤي كدة) - عزمتني فيه مرة علي ديك رومي حقيقي مش فوتوشوب –
بتقولي بلهجة علمية : الاجيال المتعاقبة
في مصر حُرمت علي مدار السنوات من ممارسة الأنشطة الحس حركية الدقيقة مما جعلهم أاقل
في التفكير والتحيلي وابطأ في اكتساب مهارات القراءة والكتابة
قلت
ها بس بس بس بس ، الاطفال في مصر بيمارسوا اصعب وافضل واكبر وأدق واهم وكل الأنشطة
الحس حركية ، افضل الف مرة من اي برنامجي عالمي للأنشطة والبرامج ، قالت لي ازاي ؟؟؟
قلتلها
لو كنتي لعبتي طيارين أو سبعاوية أو تيريك تراك أو لعبتي شبر شبرين أو انده واقول
أو كبة أو رفة أو طاروقة او بلي - وخصوصا الطاروقة والبلي- لوكنتي عملتي سيارة من
ألواح الطين وكاوتش من الكازوز الملفوف علي بكر الخيط وطيارات ورق تطيريها من فوق السطوح ، لو كنتي لعبتي فوق
المواسير وشفتي اللي جوا المواسير واتحنجلتي بالبسكليتة علي دايرة المواسير ، لو كنتي عملتي كدة ، أو شفتي حد في روكسي او في مصر الجديدة بيعمل كدة ، مكنتش سألتك اللي هسأله ده
وتسامحيني بأة ، قالت أسأل
قلت
لها أبوك مالمطرية ؟ قالت لا ، قلتلها أمك من إمبابة ؟ قالت لا ، جدك
من المناصرة ؟ قالت لا ، قلت لها يبقي مش هتقدري تتوقعي حجم
التأزر العضلي العصبي للأطفال في مصر.
الاحياء الشعبية قد
لا نري عشوائيتها ، قد نعتاد علي زحامها
وعدم اتساقها ، قد لا نلحظ حجم عدم نظافتها والإهمال فيها ، والارتجال والتكاتك
والخرابات والجراجات وعربيات الفول وشوادر المعيز وبعد كل هذا لو خيرنا فنختار
العيش فيها ، ومن لا يختارها ويريد يعيش في بيئة اكثر اتساقا وهدوءا وتنظيما
وجمالا ، يخرج منها ينتقل الي اقصي مستوي يستطيع بلوغه دون حدود ، ولكنه يظل تواقا
لكل طيف تحمله ذاكرته الذاخرة بملايين (شوت سكرين ) لكل لحظة من حياته ، ليس بسبب
علم النستولوجيا (الحنين للماضي) بل لان صبغتنا الوراثية تداخلت الي درجة انها
اصبحت جينات متماثلة لكثير من البشر الذين مروا عليها يوما ما .
أحيانا لا نعرف قدر أنفسنا تواضعا منا أو جهل ، ولا
نقدر ما بداخلنا من قدرات ، وقد لا نكتشفها من الأصل ، وقد نتوقع فى البعض ما ليس
فيهم ، وقد نغتر بشىء لا نملكه ، وقد يخذلنا البعض فيما نتوقعه منهم أو نخون ثقة
الآخرين فينا
قد نخطئ أحيانا ، وأحياناً قد نصيب ، وننجح
فيما فشل فيه الآخرون ونفشل فيما نجحوا فيه ، قد نعيش أغرابا عن أنفسنا ، وأغرابا
عن المحطين بنا ، وقد نتحرك فرادى ، وربما يمنعنا ضباب الحواس من الرؤية الصحيحة
وربما تساعدنا بصيرتنا أن نري فى الظلام ، ولكننا فى النهاية حاصل جمع ما مر علينا
من خبرات ، ومواليد شرعية لأفكارنا وقرارتنا واختياراتنا وتجاربنا
فقد أحببنا وكرهنا وغضبنا وفرحنا أخترنا
وأجبرنا جربنا وغامرنا ,صُفعنا وصَفعنا وأقبلنا وأدبرنا ، فتكونت اتجاهاتنا ،
وأختبرت أرادتنا ، وصَقُلت تجاربنا وتعلمنا متى نقول نعم ، وكيف نقول لا ، وفي كل الاحوال نحن من يتحمل مسئولية ذلك .
أصبحنا خبراء فى استخدام حواسنا – ربما دون أن نلحظ ذلك – فى التفكير والتدبير والتعبير والتبرير والتغيير والفهم والإدراك والتخيل والتنفيذ والتعديل والتعليل
فالعقل اشار ، والعين أنتخبت، والحدس صدق ، والخيال رسم ، والمنطق برر، واللسان ابدي ، فى الحب والحياة والسياسة والصراع
والفكاهة والتعاون والمكر والنجاح
أن صفاتنا من جمال وقبح تبدو فيه ، فلا جميل
فينا إلا ما يبدو منه ولا قبيح منا إلا ما استعمر فيه
انه القلب ، ذاك الخافق
فينا منذ دهر لا نشعر به احيانا ، انه أغلى ما عندنا
إنها كل شىء ، النهر الذى لا ينضب والجفاف السرمدي ، المياه الضحلة الناعمة الهادئة والطوفان الهادر الجارف أمامه كل شىء ، الجلاد القاسي ِ الذى لا تعرف سياطه الرحمة وهى البلسم الرحيم المريح الشافى ، إنها الربيع بزيه وثماره وظله ووداعته ولونه ورائحته والخريف بشيبته وقواصفه وقيظه وهجيره ولواعجه
إنها كل المتناقضات ، معجزة فى زمن بلا معجزات ، يكفى إن يولد من
بين شفتيها حروف تنبض بالحياة وأخرى بطعم الممات .
إنها واقع ينبض
واصابع ترتعد ، اهداب تحلم الحلم الجميل ، وخيال واهم مرادف للمستحيل .
إنها اليقين والعدم ، الريب والندم ، أغنية
تصلح لكل المناسبات ، فاكهة لكل المواسم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
هكذا نظم القصيدة المصلوبة
فوق مشانق الحروف ، التى مازال ينظمها رغم عصيان المعانى ، ويتمزق بحثاً عن عنوان
لها ، او تاريخ لها او ملامح جيدة وسط كل هذا الصخب لها ، وكل هذه الإثارة ، وسرمدية الاسارير وملايين الاكاذيب ، والآف الألوان المزيفة ، فلا يجد لكل هذه المتناقضات ، لكل هذا
الوجود والعدم ، لكل هذا النبض الكامن فى كل الاجداث إلا عنوان واحد ، ومازال ينظمها