
مقال سابق يتعلق بالموضوع بعنوان افشل الاشياء
مقال سابق يتعلق بالموضوع بعنوان افشل الاشياء
هل هناك فرقا حقيقيا بين الوراثة والتوريث ؟ ، سؤلا لا تحتاج إجابته المنطقية الإيجابية أي وقت أو مهارة في الاختيار الصحيح بأن هناك فرقا شاسعا بين المصطلحين في المعني والمدلول ، فالوراثة – على حد علمي – انتقالا للجينات الوراثية من جيل لأخر بنفس الصفات رغم التنوع والاختلاف بشكل آلي ، لا أرادي ، والتوريث أنتقال معطيات نسق اجتماعي لما بعده من أنساق .
ربما لن يوافقني أحد إن قلت أن هذ الواقع – الحقيقي – وهذه المسلمة البديهية لا يمكن تصديقها في المطلق ، لاننا على أرض الواقع تعاطينا مع العكس تماما تعاطي قلب هذه الحقائق رأس على عقب ، فصدقنا وآمنا وأشدنا بالنماذج المورثة وألبسناها ثوب الوراثة ، بغض النظر عن كونها تفردية أو مكتسبة ولم نتعدي المعني المقروء للكلمة
ففي الماضي كان الماهر في شىء ما ، يأخذ شهرته كونه هو الماهر في هذا الشيء وليس احد أخر ، والآن من يأخذ شهرة في شىء ما يجب ان يكون أنجاله في نفس المهارة ونفس الشهرة ولو لم يكونوا كذلك ابدا
واذا كان يجب ان أسوق أمثلة فالأمثلة بالفعل كثيرة ومتعددة ففي المجال الفني وحده عشرات الفنانين – تجاوزا كونهم فنانين – ورثوا تلك المهارة المزعومة من آبائهم ، وأصبحوا مفروضين علينا لمجرد ان آبائهم فروضوا علينا من قبل
وفي الرياضة نجد ان رأس الحربة الحريف ينجب رأس حربة له نفس الوصف ولو اسما فالقناص لا ينجب إلا قناص ، وهل انجب الثعلب شىء إلا الهجرس
، حتى حارس المرمي يورث حراسة المرمي لأنجاله ، فكما كان هو بارعا في هذا المركز يجب ان يكون له امتداد فلا يصح ان يصبح ولده ليبرو او سنتر فروود كأن حراسة المرمي جين وراثي لا صفة مكتسبة ، والأغرب من هذا وذاك ان حكم الساحة ينجب حكم ساحة وربما ارتدي نفس الزي وأمسك صفارة والده إمعانا في الامتداد الرائع
وبنظرة لا تحتاج إلى أي جهد نكتشف اللعبة ، بأن يصبح المورث وراثي ، فالطبيب في العادة أبناؤه أطباء ، المستشار أبنه مستشارا ، والضابط كل عائلته ضباطا ، واستاذ الجامعة يجب ان يكون أبنه اول الدفعة حتى لو كان أخرها ، ليكون مثل أبيه معيدا فمدرسا فأستاذا ، حتي أن بياع البليلة في شارعنا أخذ شهرة والده دون أن يورث مهارته في صنع البليلة
أننا أعتدنا كشعب – دون أن نلحظ – ان نتعايش مع فكرة التوريث ونقبلها مع مرور الوقت ولو رغما عنا ، فسطحيتنا تطمع من يشاء أن يفعل ما يريد فنرضخ دون ان ننعم ولو لمرة واحدة بجمال التنوع والإبداع الباطن في الفرق الكبير بين هذين المصطلحين ، ونحمد الله تعالي أننا نؤمن به إيمانا تاما ، لا يغادر غير ذلك ، ويقينا سيبقي ابدا يقين ، بأنه تعالي أله واحد لا شريك له ، أنه تعالي لم يلد ولم يولد ، وإلا كنا ضحايا لسطحيتنا
عن نفسي لم اعترف في يوم من الأيام بمهارة أي ممثل واعتبرهم وأنجالهم عارا كبيرا ، وأني غير مقتنع تماما بالحكم الدولي السابق محمود عثمان وانسحب ذلك بالتبعية على ولده الحكم الدولي ، ولا احب أن يحرس شريف أكرامي مرمي النادي المفضل لي كما كان والده ، ومن حسن الحسن أن احمد السنباطي لم يأخذ من موهبة والده إلا أسمه ، لأني ببساطة شديدة أكره التوريث بهذه الطريقة
بعد ساعات سأكون في الحالة التي أحب أن اكون فيها دوما ، مزيج فريد من الشوق والحب والانتماء والحياة ، عندما تلمس روحي الوطن داخلي وانا على أرضه
سأحاول أن اكسر الروتين بأن لا اهجر الكمبيوتر في هذه الفترة وسأحاول أن اوفق بين مقدراتي
فلدي الكثير مما أحب قوله هنا
تحياتي
نحن بلا استثناء نتعرض لمجموعة كبيرة من ضغوط الحياة بقدر متساوٍ تقريبا – رغم اختلاف تلك الضغوط
أن المواقف المحبطة والصعبة والمقلقة والضاغطة وغيرها من ألوان الاستجابات السيئة الموجهة إلينا ، والتي غالبا ما يصاحبها سلبية شديدة منا تجاه أفكار ما ، او سلوكيات ما ، أو حتي تجاه أنفسنا
تري هل انفعالاتنا تجاه تلك المواقف الضاغطة سليمة ، في صالحنا ؟ تري القرارات المصاحبة لها قرارات صائبة لنا ؟
ان مقتنع تماما أن النظرة السلبية للأشياء – خاصة الذات – لا تنتج إلا المزيد من منها وتوهم الفشل يزكيه وينميه ، والاستسلام للضغوط يسرع بالخطى نحو النهاية الحتمية من الانهيار عند التعرض لأدني ضغط
والعجيب ان عكس كل ذلك صحيحا ، فالنظرة الايجابية تأتي بالايجابية ذاتها ولو كانت النظرة واهمة ، والتأكد من النجاح يأتي بالنجاح وكلما تحملنا صعاب زادت قدرتنا على تحمل أضعافها
فلنحاول دائما أن لا نعطي الأمور أكثر مما تستحق ، والأفضل أن نعطيها اقل مما تستحق ، او لا نعطيها أي قدر من الأهمية ربما نجحنا في التغلب على التأثير المؤلم لتلك المواقف فلا تثر على قراراتنا
وما زلت مقتنعا أن الإنسان ما هو إلا قرار يتخذه وتتوقف سعادته او ألمه على مدي صحة أو خطأ قراره بغض النظر عن كون قرره مؤلم ام مبهج
فليس كل قرار مؤلم سيء ، وليس كل قرار مبهج جيد
حين نكون خارج دائرة الضغوط وبكامل هدوئنا لا تؤثر فينا مواقف الإحباط المتعددة ، وقتها انتظر منا قرار صائبا ولو كان مؤلما
ليس غريبا أبدا ، أن نفعل شيء ، ما كنا نتخيل فعله يوما ما ، فنضحك دون سبب واضح يدعو لذلك ، أو نبكي وسط أمواج من الحزن تعصف بنا ، أو نقبل للحياة وهي تدبر منا ، ونكتئب وكل ذرة فيا تدعونا للحياة
فنحن – أحيانا – نفعل ما لا نستطيع تفسيره
ليس غريبا أن آتي إلي مدونتي اليوم فأراها مظلمة ، والرياح تصرصر خارجها وتضرب الجدران يمنة ويسرة ، وأصوات النوافذ والأبواب تضارب ، وخريف يعصف بأوراق الشجر حولها ، وقبس من نيران يشب في شجيرات يابسة ، لم ترتوي منذ دهر ، والنار تأكل الخشب ، والخشب يتحول إلى قطع من سواد ، والسواد يصبغ المكان برغم أن انتشالها لا يتطلب إلا تحفيز السكون
فنحن - أحيانا – بعض سكوننا عجز عن الحركة
الناس يفضلون الأكذوبة الجميلة عن الحقيقة الكئيبة ، وبعضهم يحبون الأكاذيب في المطلق رغم اكتشافهم لحقيقتها ، هروبا من الحقائق ، وبعضهم يفضلون الكآبة لو كانت غير حقيقية
فنحن – أحيانا – لا نعرف منتهي كآبتنا
والأعجب اننا برغم أي شىء يحدث ، وكل شىء قد يحدث ، نستمر ، لان رغبتنا في الحركة تبقي نابضة ولو ملئنا السكون ورحلنا ضد الرحيل وسافرنا في السفر
فنحن – دائما – نبدأ في كل مرة نظن أننا سننتهي
مثل الملايين فرحت بأنتصارات المنتخب فى كرة القدم ، ومثلهم ايضا أثرت علي الرسائل الإعلامية الموجهة بعناية فائقة فى استحضار أقصي حالات الانتماء والحب وهذه كله شىء جيد ، ولكن المبالغة ارهقتني فوجدتني أرفض رفضا قاطعا هذا التغييب وهذه السطحية ، فكيف نمكن ان نختزل سعادة أمة بأثرها فى فرحة انتصار فى مباراة للكرة ، وكيف نختصر آناتها فى هزيمة كروية
كيف ننسي هزائمنا المتلاحقة فى كل المجالات والتي هي احرى بالاهتمام المستمر من غرقي العبارة إلى رغيف الخبر الذي يتطلب منا مجهودا خرافيا للفوز به ، وأمنية لن تتحقق بتحسينه ، والشوراع التي تكدست بها القمامة حتى أصبح منظرها منظر معتاد فلا نعرف سواه حتى نقابله عند الاخرين
هل الشعب حلت كل مشاكله لتستمر اهازيج إلى ما لا نهاية ، فأصبحنا ننتج اغنية وطنية كل ساعة
نعم لا ضرر من سعادتنا ، بل أن السعادة مطلوبة ، ولكن اريد ان اسعد بمئات الاخداث الاخري ، التي تحقق لبلدي قدرا معقولا من الخير والعدل والرفعة والكرامة ، فأراها نظيفة جميلة متطورة ومنتجة كالعبارات التي تكتب على المدارس
لا يجب أن نكون بهذه السطحية التي نغيب فيها عن واقعتا المر ، ونري صورتنا فى المرآة ضاحكة والواقع اننا نحترق
كلنا نحب مصر ، فاذا اراد الاعلام اثبات انه ايضا يحب مصر ، فعليه ان يكرر هذه الرسائل فى مجالات اخري ويحاول رسم بسمة حقيقية على الشفاة المبتورة للمواطنين ، فاذا كانت بلدنا اغلي الاوطان فيجب ان يهتموا بالمواطنين عدلا وقسطا وآدمية
نريد حقا ان نفرح دون افراط أو تفريط ، فنسجل هدفا واحدنا فى صالح آداميتنا
أنا لست متشائما ، ولا - نكدي - ولكن اشعر اننا شعب لا مثيل له اذا احب شىء ، شعب يستحق ان تكون كلمات ملايين الاغاني الملفقة واقعية ، لأنها توصف الشعب المصري حقا ، وان مصر فعلا فعلا بلادي لها حبي وفؤادي
اعتذر جدا عن الصورة المرفقة ، فكم هي مؤلمة وموجعة ، ولكنها تثبت ان هناك من يجاهد كي لا نشعر بأدميتنا فى وطن نعشقه