الاثنين، 14 يونيو 2010

كلها فتوات

بداية ، كتبت بكل عفوية واعتذر عن الأسلوب

غريب مجتمعنا جدا في الفعل وفي رد الفعل ، فأنه يجمع كل المتناقضات اللا منطقية ، تماما عكس ما قاله ارسطو وراهن عليه من استحالة ان يعيش الانسان الموقف ونقيده في آن واحد .

اشعر ان المجتمع اصبح غاية في الضعف ، وافراده عديمي الثقة في انفسهم كل فرد خائف لا يشعر بالامان ابدا ، فيلتمس الامان بالتعالي والاستقواء بالسلطة

هيا نحلل المواقف الآنية بهدوء وروية ، ربما خرجنا بشيء يسر الخاطر

المحامي ووكيل النيابة ، الوضع الطبيعي ان يجمعهما التعاون ، لكن لان كل منهما يلتمس امانه بالاستقواء على الاخرين ، اصبح هناك صراع للنهاية ، النيابي في وظيفته والمحامي في التفاف اقرانه

أي كانت القصة ، او حقيقة المشاجرة ، أو كان الحدث تطاول أو الاهانة أو الضرب – أي كانت الحقيقة – مع شخص ذو سلطة ، كان رد الفعل غير متوقع ، حكم بالسجن خمس سنوات في يومين ، وهناك ملايين القضايا تستمر سنوات ، وهناك عشرات بل مئات المجرمين ذوو السيجار الكوبي الفاخر أحرار رغم جرائمهم الواضحة ،و العجب أن كله بالقانون .
يعني البية وكيل النيابة انضرب ، طيب ما فيه الآلاف يحدث لهم نفس الفعل ، بخلاف سيل من الاهانات واهدار الكرامة ، فى مراكز الشرطة وعلى كل المستويات والاصعدة ، ويجدوا دائما من يدافع عنهم لا من يحكم عليهم بالسجن ، فدائما يكون الضحية (لامؤخذة بأة ) هو اللي ابن كلب ، حين يكون الحكم تبعا للهوى والانتصار للذات ، في غياب القانون ، وكله بالقانون

عندما يختلف الحكم لصالح وكيل نيابة واي شخص اخر في المجتمع تبقي عين العنصرية

وليت الأمر يتوقف علي ذلك ، وعملا بالمثل ( مش كل الطير يتأكل لحمه ) هب المحامين ، على قلب رجل واحد لدرء الظلم ، عن فرد منهم ، في معركة تكسير عظام مع القضاء ، لان الرؤؤس متساوية ، والشاطر اللى يركب الاول

اتمني لو كانوا وقفوا نفس الوقفة ، لملايين المظالم ، وملايين الاهانات ، ولجيوش الاستغلال البرجوازي للبروليتاريا المطحونة
ثورة المحامين من اجل المحامين فقط ، لا تشرفهم ، كما أن الحكم على المحامي خمس سنوات من أجل الانتقام للسلطة لا يشرف القضاء ، ويهز الثقة فيه
فالثقة في القضاء ليس بالكلمات ، ولكن بمدي شعور الشعب أنه يأتي بالعدل ولو كان العدل بطيئا ، والثقة في المجموعات المهنية القوية لا تأتي بالانتصار لانفسهم بل الانتصار للمجتمع ككل

هل المشكلة كرامة المحامي ؟ اقول لهؤلاء أن المحامي في النصف الأول من القرن العشرين كان ثوريا حقوقيا زعيما ، وكانت كلية الحقوق حلم لا يستطيع الكثيرون تحقيقه ، ولا مجال هنا كي اعدد شخصيات بعينها بل ان المقارنات واضحة ولنقرأ التاريخ المشرف للثوريين المصريين

نريد ان يصمت الجميع فقد فقدنا الثقة في الجميع ، وان يتكلم القانون فقط ، ان كان هناك قانون ، وعندما يحكم ، يحكم على الجميع دون أي استثناءات

ودون ان اخرج عن موضوعي الاساسي ، ودون ان اخوض في تفاصيل تناولها الجميع بخصوص الشاب الصريع في الإسكندرية ، لن اجد دليلا عبقريا على كلامي ، اكثر من بيان وزارة الداخلية ( فتوة الحتة ) من تقرير الطب الشرعي اثبت ان سبب الوفاة هو الخنق ، يعني الراجل مات فطيس وطلع هو اللى غلطان ، مش عارف يعيش فخنق نفسه ، قتلوه وبيشوهوا صورته ، مع الشرطة المصرية في اقبح صورة ، والدليل لن ينساه عاقل عندما ارادوا فض اعتصام للسوادنيين في شارع جامعة الدول العربية فمات اثنان وعشرين واحد ، اسرائيل قتلت تسع افراد في عملية ابرار جوي على اسطول مدني ، بحسبة منطقية ، الشرطة عندنا اشرس من اليهود .

( حتى الطب الشرعي فقدنا الثقة فيه ، يعني المحامي والقاضي والطبيب والاعلامي وفتوة الحتة ، فاضل ايه تاني )

الشاب مات لوحده ، صبيان الفتوة حاولو ينقذوه بس هو رفض ، والتقرير موجود وبيثبت ان القتيل غلطان من ساسه لراسه ، لانه مش قاضي ولا وكيل نيابه القانون بتاعه ، والوقت كمان ، ولا هو محامي له نقابة هدور على حقه ، ولا هو رأسمالي عنده ملايين هتنقذه من حبل المشنقة ، هو غلطان ، لانه انسان عادي بس للاسف عاش في زمن غير عادي .

المفترض أن يكون القانون هو بؤرة الامان الاولي والاخيرة لنا جميعا ، فلا نخاف من سلطة ، ولا من ممثل لهذه السلطة ، فكلنا سواسية ، فوكيل النيابة ليس افضل مني ، والمحامين – كنقابة – ليسوا افضل من الباعة الجائلين وسائقي المكيروباصات الذين يدفعون جمركا يوميا كرها وطواعية لممثلي السلطة سواء في شكل مخالفات او في شكل اتاوات

لما القاضي ميتناقش ، والمحامي ميسجنش ، والفتوة ميتكذبش ، والصحفي مايسائلش ، والشرطة ما تتحاكمش والغني ميتشنقش ، واللي له عزوة ميتغلبش ، كلها بقت ابطال ، لازم يكون فيه غلابة كومبارس يتعمل فيهم كل ده ، على رأي توفيق الذقن
( اما كلها فتوات ، اومال مين اللى هينضرب )

هل خرج احد منكم بشي من هذا الحديث ، عرفتوا احنا ليه دائما ورا ، في الاخر دائما مع أننا اشرف شعب ، لان فيه ناس مش عايزانا نعيش ، اللى عايز يعيش لازم يقدر يجيب حقه


اشعر اننا في غابة ولا حياة فيها إلا لمن كان أسد ، لا أمان في بلد اقترنت في القرآن الكريم بالامان ، صدق الله العظيم ، وليسقط كل فاسد

هناك 9 تعليقات:

أمل حمدي يقول...

نعم يا حاول
فليسقط كل فاسد

مش عارفة أقول إيه
غير حسبي الله ونعم الوكيل

تقديري

حلم بيعافر يقول...

اللى غايظنى فى البلد دى ان كل فئة قافة على نفسها وملهمش دعوة بحد وكانهم بيقولوا ماتولع البلد المهم احنا
لما المحامين بيعرفوا يعتصموا ويوقفوا الدنيا كده ماعتصموش ليه لما الانتخابات اتزورت ولما صدرنا الغاز لاسرائيل ببلاش ولما قانون الطوارىء اتمد ولما خالد اتقتل ابشع قتلة ولما غزة كانت بتطحن واحنا مش راضيين نفتحلهم المعبر ولما ولما....
اما بقى الدولة وكل بياناتها فهى كذب فى كذب وفيه احتمالين يااما هما جالهم حول فبيشوفوا الصورة غلط يااما احنا مجانين وعندنا تهيؤات كتير

غير معرف يقول...

لو قلت ان دي طبيعة بشرية بحته تخص كل البشر هل تصدقني... ففي مثلا بلدان اخرى عربية واجنبية تجد نماذج متشابهة ...العيب مش في البلد العيب في النفس البشرية...فما ان يملك أحد الأفراد مقدرة حتى يتجبر وقد نسي تماما أن هناك الجبار الذي دوما يذكرنا بنقص وعجز البشر وسبحانه بفرادة الشمول والكمال... معلش يمكن
النظرة للأمور بعمومية هي التي جعلتني لأشعر بهذا ودعني أدقق في نقطة هامة: لو تحرينا أصول وجذور تلك النماذج ورجال الشرطة والقضاة الآن هل تعتقد أن جذورهم طيبة؟ هل ذلك يمنع ان منهم نماذج تستحق التقدير؟ ان ضربوا في الظلم فلأن ذلك فعلهم وهذا ما شبوا عليه وان ترفعوا
واحسنوا الفعل كان هذا مرده طيب معدنهم واصلهم... وفي جميع الأحوال الأمر يستوجب وقفة تتعدى حدود القاء اللوم لنسأل أنفسنا ماذا فعلنا نحن كافراد تجاه تلك السلوكيات؟
تحياتي لفكرك المستنير

♥♥ شذا ♥ الروح ♥♥ يقول...

السلام عليكم

اخى الفاضل معك كل الحق

حسبى الله ونعمه الوكيل
لحد امته هنسكت لحد امته هنفضل مشلولين

وعلى رأى مقال الاستاذ فهمى هويدى لماقال
مفيد شهاب فى حوار ما
الأمر الذي يسوغ لنا أن نقول بأنه حتى مشكلة النظافة إذا أراد المجتمع أن يتصدى لها، فإنه يظل بحاجة إلى بيئة ديموقراطية تعيد إلى الناس اعتبارهم، وتنمي لديهم حس المشاركة، ومن ثم تجعلهم يعزفون عن التسفل ويتطلعون إلى الترقي والتقدم

****************
هنقول ايه بس
مليون مره حسبى الله ونعمه الوكيل
قادر ربنا على كل شىء

تحياتى لقلمك ولفكرك

حاول تفتكرنى يقول...

ماما امولة

والله ولا انا عارف اقول ايه

بس نفس الاحساس تقريبا

تحياتي


************************


حلم بيعافر

تماما زي ما حضرتك قلت ، وزي مانا حاولت اعبر
كلها حالات فردية لاستخلاص مميزات تعمق الفروق بينهم وغيرهم ، امعانا في الحصانة دون غيرهم ليمارسوها على غيرهم

اعتقد ان المجنون هو من يعتقد ان هذا سيستمر

تحياتي


****************

همس

أنت اكثر من غيريك تعرفين ان هذه الخصال متأصلة في العرب بشكل عام ، والان نحن نتفرد بابراز الفروع رغم اختلافها عن الجذور ، فالنماذج الطيبة منبوذة عديمة الصوت دائما ، لان الاوضاع المقلوبة لا تتعايش مع النماذج الجيدة

اعرفك جيدا حين ترتدين ثوب الفلسفة ، واوفقك وقتها ، لكننا لا نري إلا النماذج السيئة لانها سائدة

تحياتي


****************

إيناس
ديمقراطيتنا مذيح فريد من الديكاتورية المنسوخة
ادعو معك
ربما يجدي الدعاء ذات يوم

اشكر مرورك بعد غياب
تحياتي

غير معرف يقول...

أيها الثائر بتمرد

أنا لا أرتدي اثوابا غير هموسي وفلسفتي التي جعلتك تعرفني ما هي سوى قناعات ولنك تؤمن بها فتصلك
معك تماما ان النماذج الطيبة لم يعد
لها قبول من البشر

عطش الصبار يقول...

كل حرف كتبته كانك ماسك سكينه وبتخط حروفه على جدفر القلب لانه حقيقى كلى كلمه كتبت ها صح لخصت مرض المجتمع
الصفوه لهم كل حاجه وبيتعمل حسابهم واحنا بقينا على هامش الحياه
والله بيثق فى القانون مصيره زى خالديمكن خالد واحداتعرفت حكايته لكن غيره مئات راحوافى ظلمات القبور لم يعرف عنهم احد سوى الله
اناس وثقوا انهم ليسوا فى غابه فدفعوا الثمن دون فرصه ليعلموا انالغابه ارحم واعدل
بوست مؤلم بقدر الالم من خوفنا وجبننا سنظل نهرب داخل جحور الجبن حت يصطادونا واحد وراء الاخر
وعلى الرغم من ذلك ارى ان الليل اصبح اكثر حلكه والنور ات لامحاله

حاول تفتكرنى يقول...

همس
انفاسك في كلماتك




*******************


عطش الصبار

قال ابو القاسم الشابي

اذا الشعب أراد يوما الحياة فلابد ان يستجيب القدر

اتفق معك تماما

مصر ستعيش

تحياتي

أبو كريم يقول...

حاول تفتكرنى

أولا إزيك وإيه أخبارك؟

كلامك صح ميه فالميه؟ بس السؤال مين الى باقى...احنا الى باقين ..فلو ماغيرناش من نفسنا هيفضلوا الفتوات دول موجودين ومعربدين فينا

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

تحياتى