مشكلة كبيرة عانيت منها كثيرا
ألح علي أمس احد الأصدقاء للخروج إلى احد المجمعات ( مراكز التسوق ) المفتتحة حديثا فى مدينة الكويت ، والتي يقام فيها معرض لمتحف أم كلثوم (معرض الهرم الرابع ) ، وكان المعرض غاية فى الروعة والجمال المكان مصمم بطريقة مبدعة من حيث اختيار ألوان الحوائط السوداء ، وضعت مقتنيات أم كلثوم فى فاترينات زجاجية ، بشكل غاية فى الدقة والابداع كان هذه المقتنيات درر لا مثيل لها ، ناهيك عن طرق عرض المقتنيات وشاشات العرض على الارضيات التي تشعرك بان فعلا فى قلب الحدث المعروض ، ومهما كانت قدرتي على الوصف لن استطيع ان اصف جمال التنسيق والالوان والاضاءة والعرض ، فقال رفيقي وعينيه بها لمعة استحسان لانه صاحب الفكرة التي جعلتني انبهر ، فقلت له نعم نظافة المكان ورقته ونظامه اعجبني ، فأم كلثوم قيمة كبيرة ، المعرض رائع ومبهر ، ويعطيني – كوني مصري – خيلاء وفخر وانا أمشي بين دهاليزه أما ميكروفون ام كلثوم وشنطتها وجزمتها وفستانها منديلها وجوربها وقفازها واوسمتها الذهبية بلا اي قيمة ، فأذا كان مجئينا هنا لنري أم كلثوم - الله يرحمها- سيكون ذلك نصرا كبيرا ، أم لأن نري شنطة وجزمة اثار السنوات نابضة عليهم ، فهذا يعني أن هناك مستثمر جيد يستغل اهتمامنا بالشخصية ليخلق اهتماما مزيفا بادواتها ليترجم هذا الاهتمام إلى تسويقا منقطع النظير للسوق التجاري مباشرة مع ابتسامة عريضة .
كيف لا يعجبني ما أجمع الناس على الاعجاب به ، ولماذا لا انجذب للشىء المدهش بدعوي عدم تأثيره الفعلي
منذ سنوات واثناء تجوالي فى معبد الكرنك وجميعنا يعرف القيمة التاريخية للمكان بكل عناصره وتفاصيله والوانه الباقية على مر الايام اللامنتهية ، والزوار من كل أنحاء الأرض والعروض ، وجدت نفسي معجب اعجابا شديدا بكل شىء ، لكن كان هناك سؤالا دفينا داخلي وان كنت اخفيته حتى عن نفسه ، ما قيمة كل ذلك ، غير المردود الاقتصادي لحركة السياحة ، ورواج السلع والمقتنيات ، الفخر الثقافي بالمكان ، عشرات الأسئلة الداخلية التي تبرهن عن عمد اقتناعي بشئء اقتنع به الجميع بلا استثناء ، مما يدل أن هناك مشكلة اعاني منها
هل حقا أن الاهتمام والفضول هو المفتاح السري للرضا عن الافعال حتى لو كانت غير مفيدة احيانا ، فعلي سبيل المثال إن من أهم مقتنياتي قلم باركر قديم يخص والدي رحمه الله ، هذا القلم الذى يمثل لى قيمة عظيمة ، ولا يكترث به كل العالم ، فهو بلا قيمة عند سواي رغم كونه قلم نادر ، فقيمته جاءت بقدر الاهتمام به وعدم اهتمام الاخرين به هو سبب عدم قيمته لديهم
هل هذا يرجع للميول الشخصية لكل منا ، والاتجاهات الايدلوجية أو النفسية لكل كائن ، أو الهوايات أو الاولويات
أم ان الامر لا يتعدي التفضيل ، او التمني ، أو عدم المبالاة ، ام الوجاهة الاجتماعية ومحاولة الشهرة بالشىء الشهير
استطيع ان اتقبل نظرتي هذه أذا كانت بالفعل قيمة الاشياء زائفة ، أو انها ترجع للرؤية الشخصية المتابينة بين الافراد ، ولكن عندما يجمع الجميع على شىء قيم ولا اشعر بقيمته ، وقتها تكون مشكلة
فكرت فى كل هذا وانا اتجول فى السوق التجاري وصديقي ونشتري اشياء بلا قيمة لمجرد الشراء ، وصديقي يقول أنا مبسوط أني شفت الميكروفون الذى كانت ام كلثوم تغني به وبينها وبينه مثر ، فقلت له ، كنت افضل أن اسمع اغنية غنتها باي ميكروفون عن رويته .
سعدت جدا جدا جدا بالمعرض
وحزنت من نفسي