من الاستحالة أن يجتمع الشىء ونقيضه فى آن واحد
، فمن غير المعقول أن تكون جائعا ومتخما فى آن واحد أو تكون نائما ومستيقظا ، أو
حاضرا وغائبا إلى آخره من المتناقضات التي لا تجتمع فى الوقت ذاته ، هذه المسلمة
البديهية فكرة من افكار الفليسوف اليوناني أرسطو – رغم واقعيتها – فقد استخدمناها بعدم واقعية فى
كثير من الأحيان ، فأخذنا طرف واحد من طرفي النقيض - أي نقيض، فى الحين الذى توجد فيه ملايين الدرجات
بينهما ، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات
الإنسانية التي تكثر وتتشعب فيها العناصر والخواص والظروف والافعال وردود الافعال
.
فبين العدل المطلق الظلم الجائر ( مثلا) ، درجات يتحكم فيها مصلحة الفرد أو مصلحة الجماعة ، أو مدلول العدل ، ومدي واتساع رقعة الظلم ، نظرة الأطراف ورؤيتهم فى أحقيتهم للعدل او هم فعلا ظالمين ، فللظلم والعدل درجات
وبين المرغوب والممنوع حدث ولا حرج عن المحبوب والممكن والمتاح والافضل المكروه والحرام ، حتى أداء البشر يندرج وصفهم بين المؤمن ، والعاقل والغافل والفاسد والفاسق والظالم والكافر كلها درجات
.
فبين العدل المطلق الظلم الجائر ( مثلا) ، درجات يتحكم فيها مصلحة الفرد أو مصلحة الجماعة ، أو مدلول العدل ، ومدي واتساع رقعة الظلم ، نظرة الأطراف ورؤيتهم فى أحقيتهم للعدل او هم فعلا ظالمين ، فللظلم والعدل درجات
وبين المرغوب والممنوع حدث ولا حرج عن المحبوب والممكن والمتاح والافضل المكروه والحرام ، حتى أداء البشر يندرج وصفهم بين المؤمن ، والعاقل والغافل والفاسد والفاسق والظالم والكافر كلها درجات
وبين الحب والحقد نري الاعجاب والاستحسان والافضلية والتقبل وعدم الارتياح والكره والمقت والغل ، فلماذا نسجن انفسنا بين الحب والكراهية فقط ،
كل شىء حولنا درجات
فلماذا
نحصر أنفسنا بين الابيض والأسود فى الحكم على شيء ، وفي تحديد الاهداف ، أو حتى فى
مقدار الحلم وطبيعة الخيال ، لماذا فقط ( نكون أو لا نكون ) ونرددها دون اى تقدير
لدافع فرنسيس بيكون حين أطلقها ، وهل نكون رغم أى شىء ، ومع أى شىء ، أم نكون
بالدرجة التي نكسب معها شىء ولا نخسر الاخرين لماذا أما أن نكسب أو نخسر وبين الكسب والخسارة
ملايين الدرجات والقيم المفيدة والاقل ضررا
ان الخيارات أمامنا دائما متعددة ، فماذا نقارن فقط بين الادني والاقصي ، نصدر بأحكام بعيدة عن الحقيقة والواقعية على الاخرين بالكذب والصدق والخيانة والامانة والانانية والفداء والتضحية والنصح والحماقة والريادة ، هل الآخرين كذلك فى كل الاحوال وتحت كل الظروف ورغم اى متغيرات وعند اى ضغوط ، اى قدر ذكاء ، وكل ذرة تفكير ، أم أننا لا نريد أن نفكر قليلا ونستعمل قدر زهيد من عقولنا ، ونتكاسل عن مجرد البحث للحظة ونطلق أحكامنا البديهية لمجرد أننا قررنا ذلك
أن اتخاذ القرار لا يعني صوابه ولكن يعني مقدار تفكير من اصدره ومجال رؤيته الفردية
يجب أن نكف عن هذه السلبية التي لا نعرف معها فى اي نقطة نقف بين النقيضين
هناك 6 تعليقات:
هناك فروق فردية بين البشر تصنع اختلاف قد نرضاه او لا نرضاه ولكن المؤكد هو ان هذه الفروق هي ما تعتمد عليها قراراتنا وادائنا بالحياة فما احتمله قد لا يحتمله الاخر وما يراه الاخر صغيرا قد لا احتمله .. من هنا جاء التكافل الذي يصنع المجتمعات ..ومنه بنيت الحضارات... دائما تبهرني رؤيتك الدقيقة
يالها من فلسفه راقيه من قلمك
احسنت العرض والمقال
راق لى وقتى بين كلماتك وفلسفتك
اسجل اعجابى بقلمك الراقى
مودتى واحترامى
مرحبا استاذة ولاء
فعلا التنوع والاختلاف يخرج الاجمل في البشر ، وبه يحدث التكامل الذي اشرتي اليه ، ولكن هناك فرقا كبير هذا ومسألة الفروق الفردية ، فالفروق الفردية تظهر بوضوح في المراحل العمرية المتقدمة ، لكن في مرحلة النضج يكون تأثيرها ضعيف جدا ، وتبقي الفروق في التصرف للمواقف المختلفة والذي اري انه يتوقف علي قناعتنا باشياء كثيرة فينا
اشكرك واتمني ان اكون عند ظنك
تحياتي
بسمة الورد
شكرا جزيلا واتمني ان اكون كما قلتي
اشكر حضورك البهي
تحياتي واحترامي
هذه هى المرة الاولى التى اتشرف فيها بدخول مدونتك وارجو ان تصدق اننى لازلت فيها والخروج منها كالخروج من جنة الابداع
استاذ فاروق فهمي ، الشرف لي متواصلا قبلا ومستقبلا
اشكرك علي الزيارة
متابعك دائما
تحياتي
إرسال تعليق