الاثنين، 29 يونيو 2009

التفرد والتمايز


لا شك أن الإنسان كائن يختلف اختلافا كليا عن سائر المخلوقات ، فالإنسان يعي ذاته في اللحظة التي يقول فيها " أنا " ما يعني الإحساس بالتفرد والتمايز عن باقي الموجودات بما فيها الأخر سواء كان شبيها أو غريبا عن الذات فالواقع البشري هو واقع اجتماعي ، حيث الإنسان يعيش تجربة الحياة المشتركة مع الأخر مادام الإنسان كائنا اجتماعيا، فحتى الحمقى والمجانين شركاء في الانتماء للإنسانية


ومسألة التفرد والتمايز هذه – رغم واقعية وجودها – إلا أننا نمارسها باختلال واضح جدا فى الاتجاهين ، أما أن نعطي لأنفسنا تفردا مطلقا عن الاخرين رغم أن الواقع ليس كذلك ، واما لا نشعر بهذا التفرد ولا ندرك القيمة الحقيقة لأنفسنا
ونموج فى بحر من الاشارات الكهربائية المضللة فنتعالي على الاجدر منا ، ونارس خنوعا مميتا لمن اقل شأنا واعدم منا حيلة ، ونلقي على الاخرين تهما بكل سهولة ، دون أن نجيد التراجع أو الأعتذار ، كأن من الخطأ أن تعود أدراجك ما دمت قد مشيت في الطريق الخطأ ، ونعتذر عن اشياء لم نفعلها لمجرد أن رضاء الاخرين يتوقف على هذا الاعتذار المزيف


واصبح التعالي هو القاعدة ، والنظر إلى الآخرين بدونية هي الطريقة الوحيدة للرتبع على المكانة المستهدفة ولو كانت واهية كخيوط العنكبوت


هناك قصة معروفة فهمنا الخاطي – أحيانا – لمسألة التفرد والتمايز
في رحلة طيران جلست شقراء جميلة جدا بجانب محامي كبير ومعروف .. الشقراء شدت أنظاره . قال لنفسه : " لو كان لها عقلا بقدر نصف جمالها لكنت أجيرا عندها . سبحان الذي يهب الجمال لمن لاعقل له " وبعد تفكير أضاف لنفسه" الرحلة طويلة ، ومع شقراء جميلة وغبية بالتأكيد ستكون رحلة ممتعة جدا
وبدأ يعاكسها ، هل تعرفيني على نفسك ؟ ما رأيك ان نتسلى بلعبة جميلة ، حتى لا نشعر بالوقت .. وعشرات الأسئلة .. وهي تنظر اليه شذرا وتحاول التملص من مضايقته وقال " اسمعي يا سيدتي الجميلة ، أقترح عليك لعبة ، ونسبة الفوز من واحد لي الى عشرة لك .. انا أسألك .. اذا لم تعرفي الاجابة تدفعين لي خمسة دولارات . ثم تسألينني أنت . اذا لم أعرف الجواب أدفع لك خمسون دولارا.. ما رأيك ؟" وضحك ضحكة كبيرة معتزا بمعلوماته وقدرته على الانتصار على هذه الشقراء الجميلة والغبية والمغرية بنفس الوقت . فنظرت اليه بطرف عينها ، وهزت رأسها موافقة ، وسألها السوال التالي
ما المسافة بين الكرة الأرضية وأقرب كوكب في المجموعة الشمسية ؟
لم تجب ، أخرجت من حقيبتها خمسة دولارات وأعطته اياها... ضحك سعيدا لأنه أثبت تفوقه بالذكاء عليها من السؤال الأول . " الآن دورك " قال لها . وسالته :
ما الذي يصعد التل بثلاثة سيقان وينزل منه بأربعة سيقان..؟
فكر طويلا . وشعر بالاحراج لأنه لم يعرف الجواب . ثم اضطر الى اخراج محفظته ودفع لها خمسين دولارا. الشقراء أدخلت النقود لحقيبتها دون ان تقول شيئا. المحامي قال لنفسه : "يبدو انها أذكى مما توقعت " وسألها : حسنا .. ما هو الجواب لسؤالك ؟
ودون ان تقول الشقراء اي كلمة ، أخرجت من محفظتها خمسة دولارات وأعطتها للمحامي


يجب أن ننظر للأخرين النظرة التي يستحقوها من الاحترام واللتقدير ، فقد اضاعوا الكثير على أنفسم ليكونوا مقدرين ومحترمين

هناك 7 تعليقات:

Sweet Violet يقول...

للأسف الثقه الزياده فى النفس بتولد الغرور
والغرور بيعمى الانسان عن اشياء كثيرة
v_v

حلم بيعافر يقول...

احترام وتقدير الاخر هو جزء من احترامك وتقديرك لنفسك

حائر في دنيا الله يقول...

كما قرأت يوما فالبشر رفضوا أرزاقهم ولكن كل شخص قبل بعقله وشخصيته حتى الغبي والمتخلف والمعتوه
فكل شخص تعجبه شخصيته بشكل أو بآخر ويتآلف معها ويتوافق عليها لأن فيها وهذا مؤكد ما يعجبه ويرضيه فليس هناك احد كامل حتى يصيبه الغرور على شخص آخر ولكن هناك شخص مجتهد وشخص كسول

لك تحياتي
السلم عليكم

سمراء يقول...

اعتدنا ان ننظر الى انفسنا بالنسبة للآخرين اما الحقيقة هي ان لكل شخص بصمته الخاصة والتي لا يجب ان تقاس على الآخرين من اقرانه
فهذا التمايز والآختلاف وجد ليكون هناك تكامل لا مقارنه

سمراء

حاول تفتكرنى يقول...

Sweet Violet

قد تكون مطلوبة ولكن بالقدر الذى يسمح بالرؤية الصحيحة

تحياتي



************

حلم بيعافر

صدقت
فتقدير اآخرين يعكس تقدير الشخص لنفسه

تحياتي


***********

حائر فى دنيا الله

بداية مرحبا بك

صدقت فالكمال لله واحدة ، والمثالية شىء نادر جدا ، والتصنيف بين الاجتهاد والكسل منطقي للغاية ، وربما يدعو ذلك إلى أولوية أن يعرف كل منا نفسه جيدا ، ويحاول اعطاء نفسه القيمية الحقيقة التي يستحقها ، ولو بينه وبين ذاته

تحياتي وتقديري


*****************

سمراء
فعلا
وجد ليكون هناك تكامل ، ولكن المقارنة ايضا مطلوبة وملحة ، فربما اوجدت الحافز للأداء ، وربما اشعلت الحماس للتغيير الإيجابي
فالتكامل بأبسط صوره هو أن يؤدي كل نسق وظيفته بالشكل المطلوب فى تناغم مع باقي الأنساق ، حسب معطياته أو تفرده ، أو تمايزه ، واذا أختلت هذه المعادلة - ودائما تختل بأختلال العقلية - ستكون النتيجة العادلة خلل تام وارتجالية

تري من اين نبدأ
أعتقد من المقارنة ، لكننا لا نجيدها ، فحتى مقارناتنا دائما تقوم على اساس الدونية التي يمارسها البعض على الآخرين وهو لا يدركون أن العكس ربما يكون صحيحا

تحياتي

صفــــاء يقول...

ثقه الأنسان بعقله ومقدار ذكائه واعتزازة الفائق بنفسه فى نفس الوقت تقليله من شأن عقل الأخرين
الغرور نقمه
ومن الخطايا المميته
تحول الثقه لغرور
أمر فى منتهى البساطه ... فما بينهم شعرة بسيطه من الصعب تمييزها

تحياتى

حاول تفتكرنى يقول...

صفاء

الغرور نقمة
بالتأكيد ، يقتل اشياء كثيرة جميلة نراها فى انفسنا دون أن ندري


تحياتي