الأحد، 6 يوليو 2008

البيادق تنتحر أحيانا



منذ أكثر ما خمسة عشر عام كنت فى المرحلة الجامعية ، وكنت ألعب على المركز السادس فى مسابقة الشطرنج على مستوي جامعة حلوان وكان منافسى من كلية الفنون الجميلة ، وكانت هزيمتى منطقية ، ليس لأنه امهر منى فى اللعب - فذلك أمر طبيعي - لأنه هزمنى ، لكنه هزمنى لأنه قرأني من أنفاسى المحتبسة فأدرك أن أطالة امد النقلة ليس فى مصلحتى ، فكان هادئا رصينا متحكما ، وكنت عصبيا مندفعا متسرع
أذكر أنه كان يصل بالبيدق إلى خط النهاية دون ان يقوم بترقيته إلى قطعة أكبر وأقوى من مجرد بيدق بطئ الحركة قليل الحيلة والمناورة ، فتضايقت من محاولته الأستهزاء بى ، وبعد المباراة سألته عن السبب قال لى " لم أكن فى أحتياج إلى قطع أكثر مما لدي ووجودها قد يخنق الملك ، وأنا أعرف نقاط ضعفى حين أملك قطع كثيرة والرقعة اشبه بالفارغة "

لن أنسى ابدا هذه الهزيمة التي علمتني أن لكل شىء قيمة محدودة ولا يوجد قيمة مطلقة لكل شىء ، فالقيمة يجب ان نوجدها بأنفسنا ، ونكون على قدرها ونمثلها تمثيلا حقيقيا .
والقيمة التى أحب أن أكون عليها يجب أن تنبع منى ، وأن أتعب عليها حتى أصلها ، بمزيد من الأصرار على ما أحب أن أكون عليه
فالبيادق دائما ترتقي لأعلى إذا وصلت إلى خط النهاية ناجية من حرب ضروس ، وتضحيات كثيرة يقدمها ليفادي بنفسه آخرين ذو قيمة أكبر
والبيدق الذى يموت لا يترقى ابدا
لن يجد ابدا - حين يموت ويخرج من الرقعة المربعة ذات الثمانية والستون خانة - من يفديه ، أو يضحي لأجله ، فهناك وزيرا واحدا وثمانية بيادق والقيمة بينهم لا تصنف ختى لو وصل عدد البيادق ثمانون

عشت بيدقا يحاول أن يصل لخط النهاية - حتى لو ظل بيدقا - ولكن لا يجب أن يصبح بلا قيمة فيفقد كل شىء فى لعبة خاطئة
ومازلت اللعبة مستمرة

هناك 16 تعليقًا:

Doba يقول...

عجبتنى الفكرة جدا
مناورة
فكر
صمت
عمق
أحداث
معاناة
نتيجة

المهم يكون فيه هدف
ان يحاول التغير عن الباقيين
ان تكون له بصمه مميزة جينما يصل للنهاية يتذكره الآخرون وربما يسير على دربه صاحبى أهداف آخرى
========
انا ماعك لازم علشام الواحد يوصل لنتيجة جديدة لازم يشغل قوى كل طبقات مخه وتفكيره للوصول لغاية أبعد وأشمل وبالطبع أفيد

تحيياتى على ما تثير من أفكار
هبة

حاول تفتكرنى يقول...

doba
اصبت فى تعبير الهدف ، فمن لا هدف له ، ليس له شىء

يجب أن يكون لنا هدف وأن نكف عن هذه السلبية التي لا نقوم فيها بأدني جهد سوى أن ننتحر من أجل الآخرين


تحياتي

shimaa يقول...

والقيمة التى أحب أن أكون عليها يجب أن تنبع منى ، وأن أتعب عليها حتى أصلها ، بمزيد من الأصرار على ما أحب أن أكون عليه

مستنى تلك الكلمات بحق
فقد لخصت أحاسيس كثيرة عجزت عن وصفها لأصل بها الى شئ أردت تحقيقه وفشلت ايضا
كانت هزيمة فى معركة التواصل
لكنها ارشدتنى الى الصواب

لأن اللعبة مازلت مستمرة

منى يقول...

ما اجمل ان يكون الهدف محدد والخطوات ثابته
والهدف كالحلم
قلت لصديقتى اخشى ان يتحقق الحلم لاجده كابوس
واكون قد فقدت القدره على الحلم من جديد
علمت الان لماذا لم استمر فى اتقان الشطرنج

تحياتى

الضاحكون يقول...

الشطرنج لعبة جميله
لعبة ذكاء
و الانسان لازم يتعلم نها حاجات كتيره فى حياته

Mafrousa يقول...

انا طول عمري نفسي اتعلم شطرنج
و كل لما آجي اتعلها يحصل حاجه و انساها ...لغاي لما تيجي فرصة تانيه و ابقى حتجنن و اتعلمها
و هكذا و انتهى بي الحال اني مش اتعلمتها

ليه بأه كنت عاوزه اتعلمها ...لأنها لعبة ذكاء....تشغيل مخ...و فراسة...
وصبر...توقع
وكل الحاجات ديه انا بحبها جدا...و بحب اعلعبها فى الحياة

اما ليه مش اتعلمتها....لأني مش لاقيت حد يعلمني

سمراء يقول...

صورتنا الذاتية تتكون عن طريقين
ما يصفة بنا الآخرون
وهو ما نتبناه في مرحلة ما قبل النضوج
والطريقة الثانية هي اكتشافنا للصخور الكيانية القابعة بداخلنا
وهو ما يحدث في مرحلة النضوج
عندما ننضج نتخذ قرارا باكتشاف حقيقتنا بصمتنا
بالضرورة ان نهتم بانفسنا ونكتشفها حتي نستطيع ان نهتم بالاخرين
وان يكون لنا ايضا في المستوي الاعلي
مسؤلية نحو مجتمعنا ونحو العالم كلة
اشكرك على موضوعاتك المتميزة
سمراء

shaimaa samir يقول...

كلنا بيادق
نحارب
نثابر
نصبر
نقوى
نضعف
نستمر
نقف لالتقاط انفاسنا
ولكن ان لم يكن هدف الحياة واضحا امامنا
فلا معنى لتلك المجهودات المهدرة
ونستمر
وتستمر بنا

تحياتى دوما

غير معرف يقول...

السلام عليكم
قد لا افهم محتويات لعبتك
ولكن فهمت ماتعنية
الذكاء وحدة لايكفى لنصل الى النهاية
الفهم الصحيح للعبة حتى ولو بدون ذكاء هو الموصل لنهايتها والفوز بها
ولذلك ستستمر سواء بالهزيمة او الفوز
فالفوز الحقيقى هو فهمك للعبة حتى بعد
هزيمتك
فماذلت مستمرة حتى الان
كل التقدير
عفراء

حاول تفتكرنى يقول...

شيماء طلعت

مرحبا
وستظل مستمرة ، ويجب أن نكون فى كامل تركيزنا حتى النهاية ، ولا نتراجع من لعبة خاطئة ، فقد تأتي اللعبة التي على صواب فيما بعد وتكون النهاية

شرفتى مدونتى
تحياتي



********


منى

ليس مهما أن تستمري فى إتقان اللعبة
ولكن مهم جدا أن تستمري فى أتقان الحلم ، فخوفنا من أحتمال أن يصبح كابوسا يقلم أظافرنا من البداية ويجعنا خارج الرقعة مع أول لعبة

استمري لكن بيقظة

تحياتي


***********

فرنسا والرايق

سنظل نتعلم ، ويوم نكتشف أننا وصلنا لنهاية ما نتعلمه ستكون الحصيلة صفر
فاللعبة دائما مستمرة

تحياتي


***********

مفروسة

عارفة ليه متعلمتهاش
لأنك مش صبورة على التعلم
عليك فقط فى البداية ، فأنت تمارسينها طوال تعاملاتك اليومية مع الآخرين حتى لو لم تلاحظى ذلك
اقرائي ما بين السطور وستحترفين الوصول لخط النهاية منتصرة

تحياتي


***************

حاول تفتكرنى يقول...

سمراء

أؤيدك فى مسألة تكوين صورنا
ومن نهايتها ابدأ بقضية بديهية فى علم النفس
(لا تعلم بدون نضج)
ومع أختلاف مدلول التعلم المقصود بالعبارة والتعلم الذى سأتكلم عنه إلا أن النضج سيظا شرطا بينهما

ولكن ليس شرطا أن نصل لتك الصورة من أجل آخرين أو المجتمع ، ولكن أن حققنا مستوي عالي من الأداء والتفاعل الايجابي مع النفس سينعكس ذلك بالضرورة على المجتمع والمحيطين

لأننا نريد الصورة نابعة مما أكتشفناه وليس بما يمليه علينا الآخرين وألا رجعنا إلى مرحلة ما قبل النضج

فتعلمنا يتطلب الاستمار فى التعلم حتى النهاية ولو لم نتعلم

تحياتي للسمراء

حاول تفتكرنى يقول...

شيماء سمير

سعادتي كبيرة بوجودك

وصلك البوست بكل ذراته حين ذكرت الحرب والمثابرة والصبر والقوي والضعف والاستمرار ، فلا يحق لنا - بعد اعترافنا بذلك - أن نندم على جهودنا إن مات البيدق تحت اسوار الجناح ، أو بين أنياب الفيلة فموته وقتها شرف ووسام
ولكن من العار أن يموت متراجعا فاقدا الصبر والقوي والاستمرار

كلنا بيادق ولكن
هناك بيدق يصل للخانة الثامنة فيبقي فى صورة ابهي ، ومكانة أعظم ولو تبدل مسماه إلى وزير أو رخ (طابية ) و
وهناك بيدق يؤكل وهو ساكنا فى أول خانة دون أن يتحرك

ما يفرق بينهم هو الحركة
فلنتحرك وإلا متنا وقوفا

تحياتي

حاول تفتكرنى يقول...

عفراء

أدركت ما بين السطور وعبرت عن ما أدركت بمهارة
فالفوز هو النتيجة الحتمية ولو كان بعد سلسلة متتابعة من الهزائم
فقد يأتي الفوز فى النقلة الأخيرة
فقط نبقى على رغبة الفوز حتى النهاية

تحياتي

shaimaa samir يقول...

ايمكننى معرفة كتاب الفراشات واللهب لمن
لاننى لا اجده على النت
فلتيسيرالامر فى الشراء
على الاقل اريد معرفة اسم الكاتب
جزيل الشكر لكم

حاول تفتكرنى يقول...

مرحبا دائما
بشيماء سمير

بداية احب أن اتوجه بعميق شكري وأمتناني

أما عن بوست تاملات الالم الذى تحدثت فيه باذدواجية بين حالة قراءتي للعبرات حين الالم و ادمجت الحديث عن الفراشات واللهب

فالعبرات موجود فى كل الاسواق وانصح دائما باقتناءه أم الفراشات واللهب فالخط فى الصورة خطي والقلم قلمي وتحته توقيعي الخاص بأسمي
فلا وجود للفراشات واللهب إلا داخلي فقط
انه بوح ليس له كاتب وليس له كاتب سوي قلمي

تحياتي

shaimaa samir يقول...

تحياتى لقلمك النابض