الاثنين، 25 ديسمبر 2017

ثقافة الميكروباص


المسافة بين ميدان الإسماعيلية وميدان حلمية الزيتون قد لا تتعدي ثلاثة كيلو مترات، تقطعها السيارة في (45) دقيقة في ساعة الذروة إذا كان حظك ميسرا، والزحام في حد ذاته ليس سبه ولا جريمة فمعظم المدن في العالم وارقاها تعاني من الاختناقات المرورية، ولكن لدينا في هذه المسافة القصيرة ترتكب كل الجرائم المرورية، فثقافة القيادة في بلادنا هي ثقافة (سواقين الميكروباص) يفعل ما يشاء وقتما يريد دون رادع ولا قانون ولا اخلاق ولا احترام
والثابت ان ما حدث في هذه المسافة يحدث دائما وفي أي مكان دون استثناء، كل الجرائم ترتكب بداية من كسر الإشارات إلى السير عكس الاتجاه، والتخطي الخاطئ والخطير للسيارات وتغير الاتجاه الاندفاع بسرعة وفجأة في حال ظهور سنتيمتر فارغ في الحارة المرورية المجاورة، ناهيك عن الشكمانات التي تذكرنا بالسفن في القرن التاسع عشر، والكلاسكات الدائمة والبصق من الشبابيك (قمة الاحترام) ورمي المخلفات منها.


كثير منا عاش خارج مصر ويعرف جيدا ان كل ما سبق لا وجود له في أي دولة أو أي مدينة حتي في دول العالم الثالث حتي المصريين المقيميين في هذه الدول أول من يحترم الإشارة ولا يتخطى الحارة المرورية ومن النادر استخدام ألة التنبيه والأدهى من ذلك ان الشبابيك دائما مغلقة ولا شيء يلقى منها ، فالقانون يطبق على الجميع دون استثناء ومع الاعتياد على احترام القانون اصبح احترام الطريق والقيادة الأخلاقية ثقافة شعب ليس هناك ما يستدعى لوجود رقيب ، فالرقيب داخل الفرد حين تكون الرغبة في الالتزام والاحترام رغبة داخلية ينقذها قرار داخلي 

هناك 4 تعليقات:

رحاب صالح يقول...

بفتكر وانا في الكلية ان كنت ومازلت حتي بعد عشر سنوات واكتر في العمل مازلت بنفس المباديء
هذه اخلاقيات واللي يقولك انه الواقع فالواقع مش معناه اكون فظ وغير انساني وغير محترم مادام الي ادامي او الي في الموصلات كدة
لسة مش قادرة اني اتعامل مع الدنيا بنفس منطق سايري الموجه او نافقي عشان تنجحي
بشوف وبسمع كتير في المواصلات ومازلت اجد ف نفسي نفس الحنق والغضب والخجل من اللي الناس بتعمله

حاول تفتكرنى يقول...

رحاب صالح
هذه مشكلة اخري
مشكلة من يريد الالتزام بالاخلاق وسط مجموع لا يعتبرها ، فيبدو وكأنه هو المختلف الشاذ عن القاعدة والحقيقية انه فعلا مختلف وفعلا شاذ عن القاعدة عندما تكون القاعدة في الاتجاه الخاطئ

ولكن اليقين انه مثل هؤلاء يعتبرون نواة نشر القيم الاخلاقية في المجتمعات الغير منظمة

زيارتك افتخر بها

محمود حسن العدل يقول...

فالرقيب داخل الفرد حين تكون الرغبة في الالتزام والاحترام رغبة داخلية ينقذها قرار داخلي ......
صح اعجبتنى جدا جملتك هذة فالرقيب ليس محتاج الى حكومات او فرض الجزاء فالرقيب شيئ يتربى عليه كل فرد منذ الصغر فامن شب على شيئ شاب عليه اهملنا حاجات كتير اوى كانت معظم نتائجها الموضوع اللى حضرتك ذكرته فى البوست على شان كدة البلاد الاخرى اهتمت اولا بتربيه النشأ فما اهملناه نحن اهتموا هم بيه فاكانت النتيجه الخطاء التى نعنى منها ..
تحياتى الى شخصك الكريم ولقلمك

حاول تفتكرنى يقول...

استاذ محمود
كما تفضلت الموضوع يبدأ من التعليم ، وهذا هو لب القضية واساس المشكلة

تحياتي