عد
ساعات قليلة سيخرج شعب مصر العظيم ليختار رئيس له لاول مرة في التاريخ .. وانا لا
اهتم كثيرا بمن يربح في هذه الانتخابات -
برغم تصويتي لشخص من المرشحين – ويجب عليا جميعا ان لا نهتم بمن سيكون رئيسا ومن
سيكون عضوا في المجلس النيابي ومن سيكون عضوا في المحليات ومن سيكون محافظا ، ليس
من المنطق ان نفرح لبلوغ شخص نؤيده أو نحزن ونتراشق بسبب فشل آخر نتمني فوزه ،
فهولاء اشخاص سيجيئون ويرحلون ، سيقبلون ويدبرون ، وترشيحاتنا لهم – مهما اختلفنا –
ما هي إلا وجهة نظر ،، ومصر ليس وجهة نظر
مصر
التي ابتكرت وطورت الحروف الابجدية واخترعت المداد وطوعت الحجر كأوراق يجب ان لا تهتم بالاشخاص ،، انما بالمؤسسات
فالدستور اهم من الرئيس
والقانون
اهم ممن يشرعه ومن ينفذه
والعدل
يضمن التشريع والتنفيذ
فالدستور
والقانون والحريات المقترنة بالعدل والمؤسسات التنفيذية لا يقبلون ان يكونوا وجهات
نظر نختلف فيهم ، انما نقبل ان تختلف وجهات نظرنا في شخص ما ، او برنامج ما ، او
تيار فكري ما ، او حتي سلوك ما لكن مصر ليست وجهة نظر
لا
اعرف كيف يفكر المرشحون الثلاثة عشر في هذا المنصب ( رئيس مصر ) مصر التي قال عنها
عمرو بن العاص رضي الله عنه ان حكمها يساوي خلافة ،، لا اعرف كيف اتخذوا هذا
القرار الصعب في هذا الوقت بالذات ،، والذي جعلني اعتبر ان الاذكي على الاطلاق هو
البرداعي ،، لكن
اي
كان تفكيرهم ،، او توقعاتهم عن اتجاهات الشعب نحوهم ، اي كان الكاسب او الخاسر او الناقم ، او
الناعم او المتسامح او المنتقم ...... يجب ان يدرك شىء واحد ان اعظم ما في مصر هو
المصريين والمصريين كاشخاص اعتباريين ليسوا وجة نظر
ان شخصية
المصري ممتدة في عمق التاريخ يستحضرها وقت الحاجة فيكون دائما في الصدر .. عرفوا
التوحيد قبل الديانات السماوية ... لان لهم الحديد قبل اكتشاف النار .... شيدوا
الصروح قبل اختراع الآلة
علمنا
التاريخ ان المصريين اعظم ما في مصر بصبرهم وترابطهم جلدهم فلم يكونوا يوما متأثرين
بل كانوا ابدا مؤثرين .. لن يفلح معهم كائن مهما علا في شق ترابطهم مسلمين مسيحيين
، نساء ورجال ، يمين يسار فهم دائما معا في الرخاء معا ، وفي الجدب معا , وفي
الحرب معا ، وفي كفاح عبر تاريخ معا ، فالشخصية المصرية ليست وجهة نظر
هناك
من يقول اننا لن نتقدم لاننا دائما ننظر للماضي ونتكلم عن التاريخ وانا أؤكد اانا
وجدنا في فترة كبوة مرت بها مصر وكبواتها كثيرة وقامت بعدها قوية غنية مثمرة وان
كنا – في هذه الفترة – فقراء ضعفاء مكلومين فهذا بسبب اننا اغقلنا كتب التاريخ
.... فلنفتح كتب التاريخ لنعرف ثيمة البلد التي ننتمي لها فالتاريخ ليس وجهات نظر
ايها
الرئيس القادم .... لن نقول يسقط الرئيس القادم .. لكن تذكر ان هناك 90 مليون مصري
يراقبون انفاسك وقد اخترت ان تضع رقبتك امام سيوفهم ، فكن لهم الرئيس الذي يتمنون
ويليق باسم مصر ، تدخل التاريج وأن اختلفت فيك وجهات النظر