الخميس، 10 مايو 2007

تأملات الألم




لا أعرف سر هذا الكتاب ، ولمسته السحرية على شخصيتى ، وحزمه فى حسم الصراعات النفسية لصالحي حين اتصارع مع كل أجزائي ، وكيف نفذ إليها ، وجعلنى ألتمسه حين تلاحقني جيوش الألم وجحافل الاكتئاب ، الجأ إليه فى أحلك الأحوال حين أتمنى البكاء وتعز الدموع فلا أجد ما يريحني من تلال الهموم داخلي.







أنه العبرات لمصطفي لطفي المنفلوطي ، بما يملكه من كل أدوات التنفيس النفسى بأمتزاج ملايين المعاني البليغة بين سطوره مع كل المكبوتات داخلي ، ربما لنه عالج آهات من يكتب عنهم ببلاسم صنعتها بلاغة الحرف مسح دموعهم بمناديل من الحكمة وزرع فيهم الحب دون أن يفصله عن التضحية ، واخترع أبجديات جديدة للألم فأحببنا ان نتألم حبا فى من يؤلمن


أمسك الكتاب بشغف أبحث عن مفردات قرأتها قبلا ، واقرأها كأني أول مرة أقرأها ، وافتش بين السطور عن تلك المعاني محاولا الخروج بها من حالة اليأس ، واتذوق فيها جمال ينسينى حالة الاكتئاب ومرار الألم حين لا يشعر به أحد غيري

ترى هل هناك علاقة بين الكآبة ووصفها ، واليأس ومنسياته ، والحزن والبوح عنه ، والألم وتأمله

كيف نستريح لترجمة الآخرين لما يدور داخلنا ، أم نطمئن لبلاغة وصفهم لنا من الداخل فنبحث تارة عن من يستطيع قراءتنا ويرتجم ويصف نيابة عنا ، ونبحث تارة أخري عن من يبكي ، لنبكي معه حين نريد أن نبكي ولا نستطيع ، ونبحث ثالثة عن من يحطم قضبان حزنه فنتحرر معه من قيود أحزاننا ، نبحث في بلاسم الآخرين عن ملطف للألم ونحن ندرك أسبابة ونتناساها ولا نجرؤ على التأمل فيها ولو بين أنفسنا ، بل كيف يحطمنا الألم ونعشقه ، ويغتالنا حلم ونظل نحلمه ونقبل يداه الممدودة لأعناقنا ، بل نتمنى أن يزيد ألمنا بشرط أن يظل معنا ، ونحن على يقين من أبعاد كذبه ونتظاهر بتصديق حلمنا الكاذب حتى لا نخسر وجوده ، كيف نحن ونقتل !!! ، نغشق ونغتال !!! ، ولا يحق لنا ولا نستطيع أن نبكي أو نكتئب او نتألم ، ونكون مطالبين فى كل الأحوال بالابتسام .



فالحلم لهب ( واحد ) ينجذب إليه فراشات ( متعددة ) ذات الوان متباينة يحترق منها من يقترب أكثر ، واللهب دائما فى حاجة لفراشات جديدة ، ولا يحق لمن يحترق الاعتراض ، وليته يموت من يحترق ، بل يظل متألما أسفل اللهب يتقلب يمنة ويسرة ويتمنى ان ينتهي الألم ولو بموته


فهل يحق للفراشات قليلا من التأمل ؟

هناك 3 تعليقات:

سكينة يقول...

هل ستكتسب من تأملها شيء من الحكمة
اشك في ذلك ولكن التمعن في أسباب الألم يخفف من الإحساس به
نبحث في القراءة عمن يشبهنا فطبع الإنسان سعيه الدائم للانتماء حتى وإن كان لفريق من المتألمين مثله فالتشارك في المعاناة يطرد عنه وحش الوحدة
هل قرأت ساعتي مع الصداقة تحدثت فيها بما يشبه كلامك

حاول تفتكرنى يقول...

أهلا سكينة
وانا معك فى نفس مستوى الشك فى القدرة على التعلم ولو كثر التألم

ربما كانت مشاركة أو البحث عن ردود فعل المتشابهين معنا

قرأته ساعتك وتركت انطاعا داخلى لا مدي له

تحياتي

غير معرف يقول...

滿.......................................................