تحديث
اعادة نشرها من اجلك يا صديقي
*******
فى حقيبتى .. كل شىء أحتاج إليه وانا ذاهب إليك فى .. الموعد الذى ..يجمعنا وحدنا ، انا وأنت دونما العالم وأنتظرك انتظرك أن تأتى ، ولما لا تأتى !! فلقد قضيت نصف عمرى أنتظرك
نصف عمري وأنت تأتى ولا تخذليني فى هذا المكان الساحر ، على هذه الجزيرة الصغيرة الساحرة وسط النهر الهادئ واسمع خريرها – المياه – من كل جانب والأشجار التي تحجب الشمس دون نورها بحفيفها المميز عندما تداعبها نسمات الصيف وتذكيها تغاريد عصافير بكل الألوان فى إبداع سيمفونية ، تُمتع صلابة الأرض تحت قدمي أكثر من استمتاعي بموسيقي ليست أو فاجنر أو موتسارت
وهذا الأفق الذى لا أراه إلا ويزداد أتساعا إمام عيني ويتداول عليه الغمام بكل الأشكال التي لا بعد لها عندما تخترقه أسراب من الطيور التي لا أميزها – فلست مغرماً بالطيور بقدر غرامي بك – فى لوحات بديعة تزيد من عبقرية المكان وروعته التي لن تكتمل إلا بإقبالك إلي ، هنا فى هذا المكان الذى لا أعرف كيف يكون ربيعاً طول أيام السنة أجلس وانتظرك ، وأفرد كرسي المنطوي مرتدياً قبعتي البيضاء ، مختفياً خلف نظارتي السوداء وارتدى قفازي المطاطي وأعطى ظهري لكل معطيات حياتي كلها بلا استثناء لاستقبلك أنت وحدك لتكوني كل معطياتي وأمد لك يدي بكل ما تشتهيه لتأتينى بما أشتهيه
وأنتظرك فى كل هذه الإثارة وصخب الحواس لتتفاعل مع واقعى المؤلم لاطهر الجسد العليل من أسقام العمر ، واغسل القلم الحزين من زلات الحبر ، وأذوب فيك – وفى المكان – وأنصهر
فقد جئتك حاملاً من الهموم ما كاد أن يغرق القارب الذى حملني إليك من الشاطئ ومن الإحزان ما احجب عنى الطريق إليك ، فهيا أقبلي لتلقى تلال الهموم من فوق كاهلي ، وتنزعي البسمة من بين فكي الشجن داخلي
وأجلس وأنتظرك وأنتظرك وأنتظرك بلا كلل ، بلا ملل ، فأنا على يقين بأنك حتما ستقبلين ، إلى يدي الممدودة من دقائق ، وربما من ساعات لأمحو كل المرادفات الكئيبة من قاموس المعاني فى حياتي وأتعلم بك أبجديات جديدة لا تعرف طريقاً للعذاب
وتقبلين من الماء ، يا فتنة الماء ، يا جسداً يشتهيه ، وزهرة لكل الشواطئ وفاكهة لكل المواسم .
وتقبلين راقصة على طرف الصنارة لتبدأ حكاية العشق الأبدي بيننا
تتراقصين – أعلم من ألم – لأنك معي بلا عودة إلى الماء ، يا درة الماء ليتلاشى عمرك فى أبتسامتى وحياتك لأستمد منها قدرتي على مقاومة ما يهدها ولتشعلي داخلي الرغبة فى الاستمرار والمقاومة والمجابهة .. والانتصار.
( ربى سخرت لنا كل شيء لنجيا حياة أفضل.. ونأبى أن نعيشها أفضل )