المسافة بين ميدان الإسماعيلية وميدان حلمية الزيتون قد
لا تتعدي ثلاثة كيلو مترات، تقطعها السيارة في (45) دقيقة في ساعة الذروة إذا كان
حظك ميسرا، والزحام في حد ذاته ليس سبه ولا جريمة فمعظم المدن في العالم وارقاها
تعاني من الاختناقات المرورية، ولكن لدينا في هذه المسافة القصيرة ترتكب كل
الجرائم المرورية، فثقافة القيادة في بلادنا هي ثقافة (سواقين الميكروباص) يفعل ما
يشاء وقتما يريد دون رادع ولا قانون ولا اخلاق ولا احترام
والثابت ان ما حدث في هذه المسافة يحدث دائما وفي أي مكان
دون استثناء، كل الجرائم ترتكب بداية من كسر الإشارات إلى السير عكس الاتجاه،
والتخطي الخاطئ والخطير للسيارات وتغير الاتجاه الاندفاع بسرعة وفجأة في حال ظهور
سنتيمتر فارغ في الحارة المرورية المجاورة، ناهيك عن الشكمانات التي تذكرنا بالسفن
في القرن التاسع عشر، والكلاسكات الدائمة والبصق من الشبابيك (قمة الاحترام) ورمي
المخلفات منها.
كثير منا عاش خارج مصر ويعرف جيدا ان كل ما سبق لا وجود
له في أي دولة أو أي مدينة حتي في دول العالم الثالث حتي المصريين المقيميين في
هذه الدول أول من يحترم الإشارة ولا يتخطى الحارة المرورية ومن النادر استخدام ألة
التنبيه والأدهى من ذلك ان الشبابيك دائما مغلقة ولا شيء يلقى منها ، فالقانون
يطبق على الجميع دون استثناء ومع الاعتياد على احترام القانون اصبح احترام الطريق
والقيادة الأخلاقية ثقافة شعب ليس هناك ما يستدعى لوجود رقيب ، فالرقيب داخل الفرد
حين تكون الرغبة في الالتزام والاحترام رغبة داخلية ينقذها قرار داخلي