أحيانا لا نشعر بصلابة الأرض تحت أقدامنا، ولا نقدر ما بداخلنا من قدرات، وقد لا نكتشفها من الأصل، وقد نتوقع فى البعض ما ليس فيهم، ويخذلنا البعض فيما نتوقعه منهم.
قد نخطئ أحيانا، وأحياناً نصيب، ولكننا في النهاية حاصل جمع ما مر علينا من خبرات، أحببنا وكرهنا وغضبنا وفرحنا أخترنا وأجبرنا جربنا وغامرنا صُفعنا وصَفعنا، فتكونت اتجاهاتنا، واُختبرتأرادتنا، وثقلت تجاربنا وتعلمنا متى نقول نعم، وكيف نقول لا …. ووحدنا تحملنا مسئولية ذلك.
أصبحنا خبراء فى استخدام حواسنا – دون أن نلحظ ذلك – فى التفكير والتدبير والتبرير والتنفيذ والتعديل، فالعقل اشار، والعين انتخبت والحدس خمن واللسان أبدى فى الحب والحياة والسياسة والفكاهة.
فكل جزء فينا له دور، إلا جزء واحد وحيد يرسم كل الأدوار فينا، ويحدد اتجاهاتنا ويصبغنا بلونه ،يحمل بصمتنا الفريدة فى كل سلوك، وفي كل فكرة، وفي كل حلم، وفى كل حرف نختاره أو نكتبه أو نقرأه يشعر بنا حين نُحب، فينبض، وحين نعشق يزداد نبضا، وحين نشتاق يشتعل نبضا، وحين نفترق يئن نبضا، كأنه ترمومتر داخلنا يقيس كل شيء فينا بمقياس الخفق، فهو كاتم أسرارنا ، ملهم أمانينا ، راسم دوربنا ، كالطير غربيا ، كالحلم قريبا ، كالنهر جارفا ، كالجرح نازفا ، في حالات الاغتراب والتمني والفرح والألم ، انه منبع الصدق فينا ولو كنا جداول من كذب، فلا ينبض بعشق الا بصدق ولو أبدت ملامحنا وتصرفاتنا خلاف ذلك