الاثنين، 24 أغسطس 2009

من يحب مصر



في بداية الثمانينيات من القرن الماضي تقريبا ، ايام كان مجموع كل القنوات التليفزيونية يساوي اثنين ، كان هناك برنامج توعوي اسمه ( لحظة من فضلك ) يتناول البرنامج السلوكيات المجتمعية ، بل والفردية الخاطئة فى مدة لا تتعدي الثلاث دقائق عن النظافة والنظام والاحترام والعدل والخير والسلام ، هذه البرامج التوعوية أثرت كثيرا فى السلوك العام للمجتمع وقتها وأصبحت عبارة ( دي زبالة يا جاهل ) أيفيه عام دليلا على وصول الرسالة التوعوية لمستقبليها وجمهورها بالشكل المستهدف

حتى حملات تنظيم الأسرة واغاني (حسنين ومحمدين ) أثرت فى كثير من النشء وقتها ، وعندما كبر هؤلاء استمتعوا كثيرا بتحويل عبارة ( أسرة صغيرة حياة أفضل ) إلى واقع فعلي

وفى عام 1986م وكنت فى المرحلة الإعدادية ، قامت حملة كبيرة على مستوي القطر المصري من أجل سداد ديون مصر وهي بعنوان ( فى حب مصر ) لجمع التبرعات من مختلف المؤسسات ، وإقامة الحفلات الخيرية ، ومباريات فى كرة القدم بين قطبي الكرة المصرية من أجل سداد ديون مصر واذكر وقتها وكنت أمين لاتحاد طلاب المدرسة الإعدادية ذهبت للمنطقة التعليمية فى العباسية لتوريد مبالغ التبرع من المدرسة ضمن الآلف المدارس ، مشاركة فى الحملة التي كانت تستطيع سداد ديون العالم الثالث لكنها ماتت بعد سددت ديون البعض .

حتى فى أصعب المواقف ، تجد المصريون يعطون بلا حساب ، فمع زلزال بداية التسعينات اتصل بي أصدقائي فى الكلية يدعوني للتطوع فى الهلال الأحمر ، وعندما ذهبنا إلى هناك كان كم المتطوعين يفوق أعداد المتضررين بمراحل بعيدة ، وقام كل فرد من جحافل المتطوعين بدرو لا يقل أهمية عن دور اى وزير تحدث فقط فى وسائل الإعلام

قارنت كثيرا ولمدي ساعتين يوم الخميس الماضي وانا انظر للامبالاة فى تصرفات الجميع حولي اثر حادث ثلاثي على الطريق العام وكأن الحادث وقع على سطح القمر

اننا كمصريين فينا شىء غير موجود فى أى جنسية اخري ، متكاتفين بشكل فريد ، وبدون دعوة إلى ذلك ربما نحتاج إلى تنظيم فى العطاء بلا مقابل ، ولكننا لا نحتاج إلى حافز أو مكافأة لنكون إيجابيين ، فقط حينما نشر باحتياج الآخرين لنا

حملات الأمس لن تعود للحياة مرة أخر ، فالدقيقة فى القنوات التليفزيونية لها ثمن الان ، لأن الجميع أصبحوا تجارا ، وتركوا الإصلاح المجتمعي للصدفة التي لا تغني عن جوع ، ولم يتبقي غير طبيعتنا المحبة للآخرين

اسعد كثيرا عندما أجد مجموعة من المدونين يجهزوا لحملة توعوية ما ، وأشفق على هؤلاء الذين يملكون الأبواق المسموعة ، ولا يحركون ساكنا ، لقلة حيلة او لفساد منطق ، او يأس من الإصلاح ، او لرغبة دفينة باندثار هذا الشعب

هناك 13 تعليقًا:

حلم بيعافر يقول...

سلامو عليكو
كل سنة وحضرتك طيب
ورمضان كريم
بالنسبة للبوست اللى فات ففرويد فى كل اعماله بيرتكز تقريبا على نفس الشىء وده طبعا خطأ شنيع بس محدش يقدر ينكر ان له تحليلات عبقرية
وبالنسبة لموضوع التوبيك ده ففيه ناس ايقاع الحياة السريع افقدها الكتييييييييير من القيم والتقاليد الحلوة بتاعتها ومش هجيب السبب فى الايقاع وسرعته بس لكنه من اهم الاسباب

------ يقول...

تاااااانى تعلييق لتاااانى مرة ازور مدونتك الجمييلة دى

ربنا يحفظك

تحياااتى لك

------ يقول...

هكون سعيدة انك نتور مدونتى

♥نبع الغرام♥♪≈ يقول...

السلام عليكم

كل سنه وحضرتك طيب

رمضان كريم

مهما تقول ومهما تعيد هى ددى مصر وشعبها

مودتى

ايناس

... يقول...

كل سنة وانت طيب يا محمد
كل حاجة بتتغير وتصير اكثر مادية
كل شىء محسوب زي ثانية الاعلانات
باحس ان اللي بعيد دايما بيشوفوا مصر احسن لانهم بيفتكروا اجمل ما كان فيها
ولو شافوا السىء بيقدروا يقكروا ازاي يتغير لانهم برة المطحنة
بس سؤال وجيه
من يحب مصر
انا اعتبرته سؤال
تحياتي

حاول تفتكرنى يقول...

حلم بيعافر

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كل سنة وحضرتك طيب وبخير وسعادة

لا احد ينكر أن نظرية ومدرسة التحليل النفسي التي أسسها فرويد لها اسهامات كثيرة فى المجال ، وبعيدا عن النقد الموجه للنظرية ، انا تكلمت عن رؤيتي لافكاره على انها مش ضروري
عموما اول واحدة نقدته كانت أبنته

وبالنسبة للموضوع الثاني انا معك تماما أن سرعة الإيقاع من اهم الاسباب ، ولكن ما سبب هذا الإيقاع نفسه ، ربما لكل عصر مميزاته وعناصره

شرفتني


***************

دموع القمر

اهلا وسهلا بحضرتك
نورتي المدونة
انا بالفعل ازور مدونتك
دعواتي بالتوفيق



***********************


عاشقة الأحزان

اهلا متجددة

اظاهر ان الصيام اثر على انتاج مدونتك

فعلا مصر بخير

تحياتي

************



بثينة

فعلا من ينظر من بعيد تختلف المقارنة بالتأكيد مع من يعاصر الحداث ، فالرؤية مختلفة وكذلك الزوايا

نعم سؤال

من يفعل أم من يستطيع

تحياتي وكل سنة وحضرتك بخير

أبو كريم يقول...

سيدى ما أحلاها من كلمة تلك التى بنهاية تدوينتك أصحاب الأبواق المغلقه ذكرتنى بلافته لأحمد مطر

هرم الناس وكانوا يرضعون
عندما غنى المغنى عائدون
يافلسطين ومازال المغنى يتغنى
وملايين اللحون فى فضاء الجرح تفنى
واليتامى من يتامى يولدون


انا معك فيما قلت ولكننى أكثر مع الإيمان بأننا على خطأ واننا نحتاج إلى إصلاح لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فحتى لو فى توعيه ومفيش وعى يبقى مفيش فايده


يارب نرجع نحب مصر عشان ترجع تحبنا

حاول تفتكرنى يقول...

ابو كريم

اشكرك جدا على التواجد

نعم نحتاج إصلاح من القاعدة للقمة ، ربما تكون القاعدة مهيأة ، وهذا ما اردت ان اقوله ، حتى لو كانت القمة هي الشىء الواحد الواضح

تحياتي

كرسي أعتراف يقول...

طيب فاكر اعلانات الفترة دي ؟

محمود إيه ده يا محمود؟

فاكر البلهارسيا ومحمد رضا وعبد السلام؟

طيب إعلان هند ياهند أخدتي الحقنة يا هند؟

توعية بحق

عاوزنا نرجع زي زمان

قول للزمان ارجع يا زمان

كل سنة وانت طيب

روابط يقول...

الصفات الطبيعية أو العادية للمصريين, منها الشهامة والجدعنة والعطاء والجود, لا نزايد على أحد بالطبع, كما لا ننكر اننا كمصريين اعتور الصدأ اخلاقنا فى الأعوام الأخيرة, وصفحات الحوادث يوميا تمتلئ بجرائم عادية اليوم, كانت يشيب لهولها الولدان من عشرين عام فقط.. ولا يملك آى ذو نظر الا ان يعترف بان هناك خطأ ما, للدقة باقة من الأخطاء لا مجال لذكرها هنا, ورمضان كريم يا صديقى العزيز

سمراء يقول...

العيار اللي ميصبش يدوش
مثل شعبي مصري
رغم اني اشعر مثلك انه لا تغيير ولكن لدي امل في ان تحدث تلك المبادرات فعلا حتي ولو كان ذلك ليس في الوقت الحاضر واننا من نقوم بالخدمة المجتمعية لن نجني الثمار بل يجنيها جيل بعدنا
ووقتها سنقول قد ادينا الرسالة التي من اجلها خلقنا

كل سنة وانت طيب واسرتك طيبة
سمراء

حاول تفتكرنى يقول...

كرسي الاعتراف

لا اتحدث عن الماضي فى المجمل ، ولم اتوقف عند الاعلانات بالتحديد ولكنها حالات للتفاعل فى المواقف التي تحتاج تفاعلا جماعيا ، ربما هذا ما نحتاجه لنزين صورة مستحدثة لا تمثلنا التمثيل الحقيقي

اشكر زيارتك
تحياتي



*******************

حازم سويلم العزيز

الأخطاء التي لا مجال لزكرها ، هي بالتحديد وما تعج بع الجارئد هي ما جعلنا نقارن ، فالاخطاء والجرائم كانت ايضا موجودة قبلا ، ولكن كان يقابلها مقاومة اعلامية او قضية قومية يلتف الكل حولها

اعجبتني جدا عبارتك - لا مزايدة - علي الصفات الحسنة التي يتحلي بها شعبنا

كل عام وانت بخير
ورمضان كريم


**************

سمراء

اوافق تماما
ولكن المشكلة أن تلك الخدمات المجتمعية ، فى الوقت الراهن ما هي إلا مبادرات فردية ، وتنفيذ لمبادئ منفردة حسب اتجاه الشخص نفسه أو ميوله او ايدولوجياته ، اشعر أنه لا يوجد اتجاه عام - يحظي باحترام الجميع- وكذلك يفعله الجميع

ولكن فى النهاية هي - كما تفضلت - رسالة نتمني أن تؤديها بالشكل الذى يرضينا

اشكر دائما تواجدك وكل عام وانتي بخير

Abd Al-Rahman يقول...

تطور الزمان وانشغالات الدنيا
فرضا على المصريين هذه الثقافة الغريبة علينا أصلا
ثقافة إما منفعة متبادلة أو كل منا فى طريقه
الصورة ليست سوداء قاتمة
فهناك بصيص أمل بما رأيته فى رمضان من شباب يبذلون جهدهم فى أعمال الخير وخصوصا شنطة رمضان ...
لكن
كما تكرمت حضرتك بسرده ،أنا معك فى أنه لا بد من وقفة لنعيد تكاتفنا الذى يحسدنا عليه غيرنا
شكرا لموضوعك الهادف