الأحد، 24 مايو 2009

ميديا



اسطورة يونانية قديمة أن ساحرة اسمها (ميديا) أحبت فتي أسمه (جاسون) ، وكانت الساحرة تستطيع فعل الكثير ، واتفقوا على أن تساعده على اعدائه ، وفعلت ، لكنه خانها وأحب فتاة أخري هنا قررت ميديا أن تقضى على الجميع ، فصنعت ثوبا جميلا للحبيبة الجديدة وقدمته لها ، وبمجرد أن ارتدته الحبيبية حتى سقط الثوب بعد ان تحولت إلى كوم من الرماد
لقد تحولت فى لحظة من قمة الحب والعطاء والتضحية إلى النقيض تماما

تري كم ميديا حولنا ، وكم ميديا فينا

ما كل هذا الغل الذى نكنه للآخرين ، اعدائا ، ومنافسينا ، وأصدقائنا ، وأحبابنا ، فنلقى عليهم ثوب الجحيم لمجرد أنهم خذلوا ما نعتقده فيهم ، ولو كان اعتقادنا خاطئ ، ولو كان خذلانهم غير حقيقي

هل حقا ان الناس يفضلون الاكذوبة الجميلة على الحقيقة الكئيبة ، ويسعدون بالنكتة ، أكثر من استمتاعهم بمن يلقيها عليهم ، فهناك من يري وجوههم فى مرآة غير صادقة الابعاد ، ويضعون انفسهم مع الآخرين فى رهان ، على اعتبار أنهم اعلم وادق واصدق
ويقولون سنري
تري كيف نري ونحن عميان ، وباي وسيلة نرى ونحن لا نملك وسائل الرؤية


كثيرون من يعرفوا كيف يقولون ، وقليلون من يتقن فن المقال ، وخاسرين الرهان هم من لا يجدوا شىء يقولوه ، فيلقون على الطرف الآخر ثوب يحولهم إلى رماد أنتصارا لنظرتهم ، فوجودهم أكبر دليل على خسران الرهان والحل ان يصبحا رمادا
وفى النهاية جميعنا يحبث عن شىء يقوله ، ولو كانت حروفهم رمادية اللون

هناك 17 تعليقًا:

رحــــيـل يقول...

عودا حميدا

يارب تكون بخير

مش هدافع عن الساحره طبعا لان مهما حصل القدرة على اذى الاخرين مهما عملوا فينا صفه قاسية جدا جدا

بس اكيد القسوة مش بتولد غير قسوة
البعض لا يملك للاخرين حين يغدرون غير شئ خبيث يخفونه فى انفسهم لم يستطع الحب يما ان يمحوه
فعادة تكون طبيعه فى بعض النفوس
ايضا لا نستطيع ان نجزم ان جميعا لديه قدرة التسامح بنفس القدر
قد لا نأذى الاخرين لكننا مهما طال العمر لا نستطيع ان نسامحهم ايضا
فقد احساس كريهه فى النفس لهذا الجرح الذى اخلفوه ورائهم

سلوى يقول...

حمدا لله ع السلامه أولا

ثانيا

كل إنسان فيه ميديا
بس في إنسان بيتحكم فيها
وإنسان هي اللي بتتحكم فيه

... يقول...

القدرة علي الإحتمال والغفران أمر جلل
لكن طوبي لمن يتحلي به ويقاوم كل ميديا بداخله
تحياتي لك وأتمني تكون بخير

خواطري يقول...

يا اخي ميديا لم تخرج عن المالوف والمتعارف عليه فغريزة الانتقام من الغرائز الاساسية والتسامح قيمة مفقودة الا في الكتب وداخل كل منا (ميديا) ولكن الفرق هو في درجة السيطرة على هذه (الميديا)
عندما تسيطرة ميديا على عقلونا يختفي كل ماثوراتنا ومعتقداتنا عن قيم التسامح وامثلنا عن المسامح كريم وووو ....الخ لنتحول في لحظة الي ميدياوات مخيفة متعطشة
ولي عودة ان مد الله في العمر يا صديقي

اقصوصه يقول...

الاسطورهوايد عيبتني

من قمة الحب

الى قمة الكره!!

حاول تفتكرنى يقول...

رحيل
اشكرك على الترحيب

ربما لا تولد القسوة إلا القسوة ، حين تكون القسوة نتيجة لفعل ما
أما كون القسوة هدف من البداية فهذا ما نتمني إلا يوجد بداخلنا

تحياتي



************

سلوي
الله يسلمك
اشكرك جدا على الترحيب

أعجبتني حكاية القدرة على التحكم هذه
وكأن هذا هو التعبير الذى نسيت أن اضيفه
لكنه عبرت عنه بالقدرة على القول ، وعدم القدرة

تحياتي دائما


***************


بثينة
يبدو أن هناك ما نستطيع تحمله ، وهناك ما لا نستطيع
ربما لا يتحلي بالمقاومة الأكثر إيلاما ، فى الحين الذى يقاوم فيه الأعمق تأثير

وهناك من يتمني لو عنده ذرة واحدة من ميديا
أشكرك على الزيارة
تحياتي



****************

خواطري
بل خرجت عن المألوف يا صديقي ، والدليل انها فقدت السيطرة نهائيا
فأصاب انتقامها كل الناس بلا استثناء

معك أن التسامح نوع نادر متاح فقط بين السطور ، ولكن حين نتقمصه نبدو أجمل بكثير مما نظن

فى أنتظارك دائما
تحياتي


***************


أقصوصة

وهنا يكمن السؤال

كيف يتحول الإنسان من النقيض للنقيض فى لحظة
لو فعلتها ميديا ، لأنها اسطورة ، فهل هذا ما ينطبق علينا

هل نحن اساطير

تحياتي

Unknown يقول...

من يحب لا يقسو
ولا يظلم
ولا يأذى
من أحب فى يوم
من الايام.هذا إن
كان احب حقــــــــاً؟

Maga يقول...

الإنسان إذا أحب إنساناً آخر تقبل منه توجيهاته وفتح له قلبه ، و إذا أبغضه صعب عليه تقبل نصائحه
رائع ما خطه قلمك

منى يقول...

ميديا انانيه خرجت من عباءه الخيانه
لا ادافع عنها بالطبع لكن فى النهايه هى رد فعل وجزاؤها تلك النيران التى اشتعلت داخلها قبل ان تصيب غيرها

اما جاسون الخائن الذى طمع فى قوه ميديا وحب الاخرى فهو الفعل

كم هى محظوظه تلك التى تحولت لرماد قبل ان يخونها هى الاخرى

نحمد الله على عودتك سالما اخى

حاول تفتكرنى يقول...

نورهاتي

مع كامل اتفاقي مع كلماتك
ولكن حتى لو قسى ، إلى أى حد قد تبلغ قسوته ، فلتكن إلى الحد الذى يصلح بها ذاته وحاله ، لا إلى الحد الذة يحرق بها نفسه وكل من حوله
المشكلة فى كيفية التحول من الادني للأقصى ، معني هذا انه لا وجود بالمرة لكل ما تم الاتفاق عليه
تحياتي


********

ماجة

اوافق تماما
لكن
إلى أي حد ؟ وبأي مقدار ؟ وإلى متي ؟
نوافق أذا كان هذا رد فعل للكراهية ، أو نتيجة للحب ، ونطالب ألا يكون اسلوبا مستقبليا يشمل الجميع

شكرا على زيارتك
تحياتي

********

مني

صراحة نظرة خطيرة للموضوع ، وتحليل رائع لعناصر الاسطورة فالطرفان لا يستحقان والجميع موتي فى النهاية

الله يسلمك دائما واشكرك على الترحيب

someoneinlife يقول...

لم يخلق تلك الاسطورة الا الخيانه و عدم الوفاء بالعهود و لو حدثت في البشر و ذلك بسبب افعالهم دائما دائما نتهم بعضنا بالعمي و عدم البصيرة و ربما يكون العيب فينا
الجميع يظن نفسه ملاك لم يخطء و لو برمي كلمات ربما يبني الطرف الاخر عليها احلام
للاسف نحن لا نعرف نوايا البشر لكن افعالهم تدل
و لا نسي قاعده علميه بحته بعيدة عن فلسفه النتفلسفين ان لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار و مضاد له في الاتجاة
معني البوست وصل و شكرا

حاول تفتكرنى يقول...

someoneinlife

مرحبا دائما بقدومك

برغم كل شىء ، ستبق الأسطورة اسطورة ، وسيبقى ما داخل الانسان هو الشىء الوحيد الحقيقى

اي كان

خيانة ، ظلم ، تسامح

حتى لو كانت نوايا ، فنيوتن حين ابتتكر قانون الفعل رد الفعل ، كان نيته فيزيقية بحته ، ولو كان يعني الانسان كيف سيتردد كثيرا قبل ان ينطق

تحياتي واحترامي

سكينة يقول...

سأكتب دون قراءة باقي التعليقات
وأسأل ترى كم جاسون بيننا وكم جاسون فينا
عسى ألا تكون حروفي رمادية على قلبك
حمد الله على السلامة

حاول تفتكرنى يقول...

سكينة

والله سؤالك وجيه

والإجابة ممكن تكون محسومة من غير جدال

لكن الامر يتعدي البحث عن مخطئ ، إلى البحث عن وسيلة لعبور الخطأ

تحياتي

سمراء يقول...

حمد لله على السلامة

لم اري ان ميديا انتقمت يمكن ان تكون بررت لنفسها ما قامت به بالحفاظ على محبوبها حتي لوكانت الوسيلة لا اخلاقية
ولا انسانية ويمكن ويمكن ويمكن

ليس من السهل ان نفقد احلامنا التي ظلت تلازمنا الى وقت طويل ونقول انها كانت اكزوبة

الغضب والالم والانكار مشاعر انسانية من الصحي التعبير عنها
ولكن من غير الصحي ان نتقوقع في تلك الحالة

اخيرا اعتقد لدي لكل منا شئ يقوله
وتختلف الاراء حول الوسائل

حمد الله على السلامة
سمراء

صفــــاء يقول...

هو كدة فيه خلط حصل عندى
هل انت تقصد الأنتقام الاعمى نتيجه غضب او حنث عهد او اتفاق
أو بتتكلم عن النقمه على الاخر لمجرد نجاحه والمحاولات الدائمه لأفشاله وتثبيط همته ؟

حاول تفتكرنى يقول...

سمراء

اتفق معك تماما فى كيفية التعبير عن المشاعر الإنسانية

حتى يشعر كل منهم أنه قال كل ما عنده - على حسب وصفك الدقيق- ولكن سنعود إلى مربع البداية ، عندما نقرر أن هناك قول ما يجب أن يقال فيعود التساؤل ، كيف نقول


الله يسلمك
تحياتي دائمة


*************

صفاء

مرحبا

لا أجد فرقا كبيرا بين الاحتماليين فكلاهما نتيجة لفعل واحد يكمن داخلنا

ولكني قصدت وجوب خضوع رد الفعل للترو

تحياتي