الخميس، 19 فبراير 2009

location

لم اتوقع فى يوم من الأيام أن ظروف ما ستجعلني أمضى ساعات فى موقع تصوير لأري عالما غريبا ولأول مره ، له معطياته التي لا يتميز بها سواه ، وكيف يستغرق حوارا - كنت أراه قبلا من مقاعد المتفرجين في حوالي خمس دقائق – أكثر من خمس ساعات على أقل تقدير ، وكيف تتم – عملية التلفيق كاملة ، للدرجة التي جعلتني اسقط ذلك على كل حوار تليفزيوني رأيته فى حياتي ، بداية من الشخصية ( الضيف ) ، الى المشروب المفترض يقدم له اما الكاميرا ، فنجد مساعد الإضاءة هو الضيف – أحيانا - واحيانا مساعد المصور ، واي سيدة موجودة فى اللوكيشن تصبح – بقدرة قادر – زوجة الضيف أو أخته ، ويتم المعد يكون مخرجا اذا لزم الامر ، والمعدة تصلح احيانا لدور المصور ، والمصور يجب أن يكون له خبرة واسعة فى المونتير ، حتى العصير الذى يقدم للضيف مزور ، فإن لم يوجد عصير ، فيجب على الإنتاج أن يتصرف ، فيكفي أى سائل يشترك مع أي عصير فى اللون ليصبح عصيرا ، أو أى شىء آخر يريده المخرج ، ويودي الغرض بالصورة المرضية ، وليس بالصورة المطلوبة ، ولن انسى أن اقر أن الهدف ليس كليب غنائي أو مسلسلا دراميا ، او فيلما سينمائيا ، بل برنامجا متخصصاً ، فريد من نوعه

ربما أكون خاطئا ، ولكنى للمرة الأولي أجد نفسى متواجدا فى مقاعد المتفرجين خلف الكاميرا ، أو كما يقال فى المطبخ
وبما انى كنت متواجد بصفة رسمية ، ولست مدعوا أو متفرجا ، أو متطفلا ، وأثناء مناقشة المعد والمخرج فى أحد الأمور المهنية قال لى ( تري كم العمل والمجهود والإرهاق والوقت من أجل دقيقتين ، وأضعاف هذا سيبذله فريق المونتاج والمونتير ) ، وكم كنت أتوق ان يخبرني هذا ، فقلت له كنت تستطيع أن تختصر هذا فى ربع ساعة فقط إذا كان الضيوف متخصصين ، وان تختصر جيش المشاركين المزيفين إذا لجئت لأهل الخبرة منهم ، ولن يكون هناك حاجة للمونتاج اذا كانت المشاهد حقيقية وطبيعية إلا فى أضيق الحدود.
فعندما تلفق ، وتكذب على ملايين يشاهدون ما توهموهم بانه حقيقة ، فبالتأكيد التلفيق أكثر إجهادا الحقيقة ، والكذب أكثر تكلفة من الحقيقة .

حقا التزييف والتلفيق ، يكلف اكثر كلفة فى المال ، والوقت ، ويمثلوا إجهادا بدنيا وذهنيا من نوع غريب ، ذلك بخلاف الشعور الداخلي بالإقلال من قيمة الشىء المقدم ، تماما مثل الكراهية التي دائما تكلفنا أكثر مما يكلفنا الحب ، لأن ذلك كله يسير عكس الطبيعة والفطرة ، ترى أى أهداف سنصل إليها لو استخدمنا طاقاتنا الذهنية والبدنية والنفسية التي نستخدمها لتزييف الحقائق فى إبراز هذه الحقائق الحقائق ، من المؤكد ان النتيجة ستكون مضاعفة ، والجهد المبذول أقل بكثير ، ولا يحتاج الآخرين وقتا للوصول لمرحلة الاقتناع بما يقدم

هناك 12 تعليقًا:

سلوى يقول...

أقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم

لكن في ناس غاويه تعب

وغاويه لف ودوران

طبعا لو كل إنسان سخر طاقته فيما يفيد وحقيقي وفيما تسمح به فطرته
كنا كسبنا كتير

موناليزا يقول...

يعنى المسلسلات والبرامج الساخرة مابتكذبش فى تصويرهم!!!

بس ليه كنت هناك؟

سمراء يقول...

هو دة الفرق بين ناس اصحاب رسالة
وناس موظفين
اصحاب الرسالة سيقدمون الحقيقة
اما الموظفين سيهمهم فقط هو المنتج


سمراء

حاول تفتكرنى يقول...

سلوي

عبارة اقصر طريق بين نقطتين هذه أصبحت الان اطول طريق فى العالم

لا اعرف على وجه التحديد ، نحن من يري المسافة بعيدة ، أم أن الرؤية كلت من ضباب الحواس

تحياتي



*************


موناليزا

لا أدري
ولكني طول عمري لا اصدق اى مسلسلا أو فيلما
اصبحت الان لا أصدق البرامج

وكنت هناك لأن البرنامج كان يخص مؤسسة أعمل بها

تحياتي


**************

سمراء

عبارة اصحاب رسالة فى ردك استوقفتني كثيرا ، للدرجة التي صدقت تماما أنك تعي جيدا ما بداخلي

عموما
حتى اصحاب الرسالات أحيانا يأخذهم شىء فى وسط المشوار بعيدا عند هدفهم فى البداية

تحياتي

مجداوية يقول...

السلام عليكم

هل الغاية تبرر الوسيلة ؟

فهذا الأمر يستخدمه الكثيرون لتبرير سوء الوسيلة بأن الغاية سامية

ولكن بالتدليس والكذب والغش
نهبط بسمو الغاية الى حضيض الوسيلة

اتفق معك في كل ما كتبت ما عدا نقطة واحدة ليست قاعدة فليس دائما تكلفنا الكراهية اكثر من الحب
فأحيانا الحب يكلفنا أكثر كثيرا من الكراهية
وكذلك الصمت

حاول تفتكرنى يقول...

اهلا مجداوية

سنعود مرة أخري للتساؤل الأزلي
هل الغاية تبرر الوسيلة ؟ أعتقد اننا ناقشنا هذا من قبل فى أحد الردود ، واتذكر اعتراضك عليها حين قلت أني لا أحب المنطق الميكافيللي ، ولكنها هنا مرفوضة ، ليس من أجل التلفيق المصطنع ، بل من أجل ملايين من سيصدقونه

النقطة التي أختلفت فيها معي هي النقطة الوحيدة التي أجمع عليها الجميع معي دائما

نعم الكراثية تكلف كثيرا ن لانها ضد فطرة الانسان وطبيعته ، أما الحب ففطري وطبيعي ، الكراهية دائما تمشي للوراء ، عكس سهولة المشي للأمام ، الكراهية تحتاج إنسان فقد نفسة ، الحب يحتاج فقط إنسان
أنت المختلفة
تحياتي

غير معرف يقول...

السلام عليكم
فى البدايه
اجد انه على النقيض تماما ان تغضبنى كلمة قد تجعلنى مختلفة تماما او تؤكد مابداخلى من شعور
فان فلسفتى الاخرى قد لا اجدها او اشعر بها سوى بذاتى
فلا يهم رؤيتى للاشياء بمنطق ما لانه لا يوجد شئ عادى بل كل الاشياء تحتاج لرؤية عميقة
حينها قد نرتكز على نقطة قد تصل بنا الى معنى مختلف .......

عالمنا بااكملة غريب ...بل معطياته وضعت كى نتميز نحن
اين الفرق ...!! بين ما رايته وبين مايدور ويتعايش معك
فالنتيجة واحدة وبذلك لابد وان نرى بفلسفتنا الاخرى التى تختلف معك بالراى
هي بالفعل تشبة كوبا من العصير المتعدد الالوان ويالتيها تكون من طبيعة ذات حقيقة بداخلنا
ليس بخطأ ... لان المطبخ احيانا ربما يكون دائما من العوامل الاساسية التى يجب الاعتماد عليها
بل نحن الذى نحاول ان نخدع انفسنا ... نحاول ان نتعايش بتلك التلفيق ...نتمناه ...نصدقة ..
ونحن على دراية كاملة به... ترى هل يحتاج ذلك لفلسفة اخرى ...!!

د.مادو يقول...

حاجة زى كدة حصلت معايا فى برنامج.. المفروض كنا فريقين بيسألونا فى معلوماتنا العامة
كانوا قبل البرنامج بيدونا الموضوع و يقولوا لنا حطوا الاسئلة اللى عاوزنها!!!!
أهم حاجة الواحد يبقى نفسه ..ما يتأثرش بالفاسد والمخالف لضميره
دمت متميزا

حاول تفتكرنى يقول...

أهلا عفراء

كل إنسان يحتاج لفلسفة ، ينظر إلى الأخرين بمنظار آخر غير منظار تطلعاته ، إلا مسألة خداع النفس هذه
فهو لا يحتاج إلى فلسفة ، أنما يحتاج دائما إلى عدم الأكتراث بنفسه

اما التلفيق قد نتمناه ، حين ننجح فى خداع انفسنا

تحياتي دائما


*************

د مادو

هذا هو الهدف

عدم التأثر بسلسلة الاكاذيب المتقنة

تحياتي لك

سكينة يقول...

طبيعي الكذب أصعب من الحقيقة فهو يحتاج لتصنيع والتصنيع يستهلك جهدا ووقتا
ومع أنها بديهية إلا أن الناس ما زالت تكذب
ربما رغبة في التعبير عن قدراتها الإبداعية
:)
أنا متفقة مع مجداوية بأن الحب أصعب وأكثر كلفة من الكراهية ولا علاقة للفطرة بالأمر فهما معا من الانفعالات الأساسية التي تولد معنا
رغم صعوبة الحب إلا أنه أكثر نفعا من الكراهية

سكينة يقول...

طبيعي الكذب أصعب من الحقيقة فهو يحتاج لتصنيع والتصنيع يستهلك جهدا ووقتا
ومع أنها بديهية إلا أن الناس ما زالت تكذب
ربما رغبة في التعبير عن قدراتها الإبداعية
:)
أنا متفقة مع مجداوية بأن الحب أصعب وأكثر كلفة من الكراهية ولا علاقة للفطرة بالأمر فهما معا من الانفعالات الأساسية التي تولد معنا
رغم صعوبة الحب إلا أنه أكثر نفعا من الكراهية

حاول تفتكرنى يقول...

اهلا ااااااااااااااا

مرحبا بعودتك يا سكينة
ومرحبا بساعاتك

غيابك مثل حضورك مؤثر
سلبا وايجابا

لن اعلق على ردك

يكفينى اليوم الترحيب بك

تحياتي