منذ أيام أتممت قراءة أول رواية في حياتي، وهو حدث –
بالنسبة لي – غير عادي لعدم استهوائي للروايات من جانب، ولكثرة محاولاتي السابقة لإتمام
قراءة كل رواية تمنيت قراءتها
الرواية في مكتبتي منذ اول فبراير 2006، عشر سنوات كاملة
لماذا اخترتها هي بالذات، ولماذا الان، والان فقط، وكيف جذبتني للنهاية، كل هذه الأسئلة
لم أكن لأفكر فيها مطلقا ولكنها هاجمتني بشدة حين ابحرت في الفكرة الأساسية للرواية
فقبل الشروع – بالصدفة – في قراءتها ولمدة شهر تقريبا
كنت اتناقش مع آخرين في نفس التفاصيل، وندور في نفس الدائرة بنفس السياق، كيف يكون
الشخص مختلف؟، وهل يري نفسه مختلف؟، وكيف ينظر الاخرين لاختلافه؟ هل يعتبرونه
مختلف فعلا أم مجنون فعلا؟ هل الاختلاف جانب آخر للجنون حتى لو كان اختلافه منتهي العقل؟
هل يظل مختلفا حتى لو كانوا أفضل منه ومجنونا كما يحلو لهم ترجمة اختلافه ام يتخلى
عن جزء من مبادئه وقناعاته ليبدو كما الاخرين؟ طبيعي مثلهم، عادي مثلهم.
وفي خضم هذه الأفكار، وتشتتها وتشعبها، أتوجه للمكتبة
ذات اليوم، وبهدف قتل الوقت ذات اليوم، واختار ما يقع في يدي – اختيارا عشوائيا –
ذات اليوم لأجد ما بيدي يدور في نفس الفلك، يجب على تلك الأسئلة، يناقش نفس الفكرة
ذات نفس اليوم
ان القرارات التي تبدو مجنونة وغير طبيعية وتحتاج إلي
عشرات التفاسير ومئات التبريرات والتي لن تجد مخلوقا واحدا يغامر يصدقها ويقتنع
بها وأن وجدت ربما يظهر لك انه مقتنع على غير ما في نفسه احتراما أو تقديرا أو
خوفا أو عدم اكتراث بالأمر كله ، لا يجب ان تغرس فيك نبته الشك اللعينة التي تفقدك
ذاتك قبل ان تفقد من حولك ، فجميع مؤلفو السوناتات والقطع الموسيقية ، والرسامين
والمخترعين والمغامرين والمكتشفين كانوا في نظر الاخرين مجانين غير كاملي الأهلية
، وربما عانوا العزلة والسخرية والتشريد والسجن والموت فرادى مفلسين وبعد سنوات
يصبح انتاجهم يساهم في تحسين الحياة لأولئك الذين اتهموهم بالجنون لكونهم فقط
مختلفين عن أي نماذج إنسانة تتكرر .
عجبا .... لأول مرة اري النتائج تختلف عن مقدماتها