السبت، 13 فبراير 2010

الصدارة

منذ ساعات كان اللقاء الدوري الاسبوعي لمجموعة من زملاء العمل للعشاء المجمع فى احد المطاعم السكندرية هنا في الكويت ، ودار حديثا طويلا بينهم وقت انتظار الطعام ، نتيجة لسؤال احدهم عن أشد الاعاقات واكثرها تأثيرا على الفرد فقال احدهم الشلل الدماغي ، وقال أخر الاعاقة السمعية ، وثالث البصرية ، واخير قال التوحد ، وراح كلا من الحضور يدلو بدلوه ويبرز أسباب اختياره وجدتني امسك جريدة على الطاولة جذبتني صورة فيها لطائرة عملاقة تمثل سبقا صناعيا عملاقا كونها مسجلة فى موسوعة جينز للارقام القياسية ، وكان ضمن الريبورتاج مجموعة اخري من المخترعات المسجلة فى الموسوعة ، دبابة ، سيارة ، قطار اسرع من الصوت ، حتى ان هناك دبابة اسرائيلية ذكية تصطاد الافراد من خلف المتاريس وكذلك شمل المقال الارقام المسجلة بأسم العرب اكبر صينية كنافة نابلسية فى العالم فى فلسطين ، اكبر جدر كبسة لحم فى العالم ، فى الخليج ، أكبر صحن تبولة فى العالم في لبنان شعرت بالفارق الكبير فى المقارنة بيننا والغرب ، تري فشلنا في انتزاع الصدارة في ما يفيد ، فحاولنا سرقتها فيما لا يفيد ، لماذا لا نعترف بعجزنا على ان نكون فى الصدارة ربما كان الاعتراف هو الخطوة الاولي في الطريق إليها ، تري هل لم نخجل فى التصريح بهذا السبق ، هل تعجز امريكا مثلا فى صناعة هوت دوج أكبر من برج القاهرة ، او تفشل فى عمل هامبورجر بحجم ميدان التحرير ، تري كيف ينظروا لقدر كبسة يحتوي على خمسة أطنان من الارز وعجلين تلاتة من اللحم ، او دعوني اقول كيف ينظر إليه من صنعة حين لا يجدوا من يأكله فعلا المقال اخذ كل ذرة من كياني ، وكأني اجلس وحدي تماما رغم اني اسمع نقاش الزملاء ، حتى وجه لى احدهم نفس السؤال ايه اشد الاعاقات تأثيرا على تقدم الفرد ، فأجبت بكل صدق اشد اعاقة هي الاستهبال وكانت احلي نكتة سمعوها منذ زمن ، دون ان يدركوا منتهاها وعم الضحك فعلا ، شر البلية ما يضحك

الخميس، 4 فبراير 2010

شيش يك


من شهور سألت أحد اقرب الناس إلى سؤالا أخيرا مباشرا وطلبت إلا يجيب إجابة فلسفية كعادته ، إيهما أفضل أن يفوز الشخص بجزء ضيئل جدا من شىء ما أم يخسر هذا الشئ للأبد
وليته أجاب إجابة فلسفية بل جاءت إجابته – التي اعتبرتها خاطئة – مباشرة ، عادية بأن كسب شىء خير من خسارة كل شىء ، وأردف ، وأنا شخصيا لم أخسر من قبل

إجابة خاطئة لسؤال أخير

من منا لم يخسر ، ومن منا لم يحول الخسارة مكسب ، والمكسب خسارة ، من منا لم ينهض من جديد مع كل كبوة ظن أنها الاخيرة ، وكبا من قمة خيل له أنها الفريدة

فعلى مدار سنوات قليلة ، كسبت أموالا ، وخسرتها ، وكسبتها ثانية وخسرتها مرة أخري ، وما زلت فى هذه الديناميكية المحببة ، وكسبت اشخاصا ، خسرت آخرون ، وكسبت أنماطا سلوكية ، وغابت عني أنماط أخري ، كل هذا ومازلت موجودا ، متفاعلا بين مئات المتناقضات ويكفيني اني على الاقل أشعر بما أخسره واشعر بما اكسبه ، واعتبر هذا قمة مكاسبي ومنتهي المكسب ان اشعر بنفسي

ربما نخسر شىء نكسب به أنفسنا ، وربما نكسب أشياء نخسر معها انفسنا ، ربما نخسر شىء لا نستحق خسارته ونندم ، ونخسر اشياء لا تستحقنا ونندم ايضا

يجب ان نعترف أننا معرضون للخسارة حتي لا نفقد كل شىء

ففقدان انفسنا خسارة لا يعوضها اي مكسب

الثلاثاء، 2 فبراير 2010

لكي حبي وفؤادي




مثل الملايين فرحت بأنتصارات المنتخب فى كرة القدم ، ومثلهم ايضا أثرت علي الرسائل الإعلامية الموجهة بعناية فائقة فى استحضار أقصي حالات الانتماء والحب وهذه كله شىء جيد ، ولكن المبالغة ارهقتني فوجدتني أرفض رفضا قاطعا هذا التغييب وهذه السطحية ، فكيف نمكن ان نختزل سعادة أمة بأثرها فى فرحة انتصار فى مباراة للكرة ، وكيف نختصر آناتها فى هزيمة كروية

كيف ننسي هزائمنا المتلاحقة فى كل المجالات والتي هي احرى بالاهتمام المستمر من غرقي العبارة إلى رغيف الخبر الذي يتطلب منا مجهودا خرافيا للفوز به ، وأمنية لن تتحقق بتحسينه ، والشوراع التي تكدست بها القمامة حتى أصبح منظرها منظر معتاد فلا نعرف سواه حتى نقابله عند الاخرين

هل الشعب حلت كل مشاكله لتستمر اهازيج إلى ما لا نهاية ، فأصبحنا ننتج اغنية وطنية كل ساعة

نعم لا ضرر من سعادتنا ، بل أن السعادة مطلوبة ، ولكن اريد ان اسعد بمئات الاخداث الاخري ، التي تحقق لبلدي قدرا معقولا من الخير والعدل والرفعة والكرامة ، فأراها نظيفة جميلة متطورة ومنتجة كالعبارات التي تكتب على المدارس

لا يجب أن نكون بهذه السطحية التي نغيب فيها عن واقعتا المر ، ونري صورتنا فى المرآة ضاحكة والواقع اننا نحترق

كلنا نحب مصر ، فاذا اراد الاعلام اثبات انه ايضا يحب مصر ، فعليه ان يكرر هذه الرسائل فى مجالات اخري ويحاول رسم بسمة حقيقية على الشفاة المبتورة للمواطنين ، فاذا كانت بلدنا اغلي الاوطان فيجب ان يهتموا بالمواطنين عدلا وقسطا وآدمية


نريد حقا ان نفرح دون افراط أو تفريط ، فنسجل هدفا واحدنا فى صالح آداميتنا


أنا لست متشائما ، ولا - نكدي - ولكن اشعر اننا شعب لا مثيل له اذا احب شىء ، شعب يستحق ان تكون كلمات ملايين الاغاني الملفقة واقعية ، لأنها توصف الشعب المصري حقا ، وان مصر فعلا فعلا بلادي لها حبي وفؤادي


اعتذر جدا عن الصورة المرفقة ، فكم هي مؤلمة وموجعة ، ولكنها تثبت ان هناك من يجاهد كي لا نشعر بأدميتنا فى وطن نعشقه