بعد كل لقاء ، وعند كل وداع تغتالني ملامحها الباكية ، واشعر بضألتي حين تلتف زراعي حول هامتها محاولا تغير تلك الملامح المؤلمة فأسعدها واشقيها بنفس الفعل
فلقاؤنا وفراقنا يتسم بلحظات متشابهة تتوقف فيها مدركاتي حين ألمح بريق العبرة خلف أهدابها ، لحظة تجعلني اتمني لو لم أكن يوما مصدرا لسعادتها المؤلمة أو منبعا لدموعها السريعة الصادقة
تغتالني تلك الملامح فى لحظة لا أدرك منتهاها بالقدر الذى اتمني لو ان أوقف حياتي لها حتى لا اراها لحظة ، ولا أشعر بها دمعة ، ولا أتخيلها زكرى
أنها لحظة تتوحد فيها ملامحنا المتشابهة فى الشكل والمضمون تشكلها ملايين الأحاسيس المتباينة ما بين فخر وحزن وخوف من عدم اللقاء ثانية ، ولكني أتقن أخفاء ملامحي العشوائية بسلسلة متقنة من البسمات الواثقة وانجح فى وأد صرخة صادقة ترغب فى التحرر من صدري للكون الفسيح لتهتف " أريد ان لا اتركك وأن يتوقف نبضي بين يداكي " ، ولا تملك القدرة على فعل هذا معى لأظل ابدا بين براثن ملامحها التي تؤلمني حتى لو ضحكت
ملامحنا مكشوفة لكلينا ، فكما لاحظت التغيير المضطرد على ملامحي يوما بعد يوم ، وحفظتِ مراحلي المختلفة عن ظهر قلب ، لم استطع ، رصد تغييرات ملامحها - رغم وجودها - لثبات الفعل لديها تجاهي " حب ، تضحية ، حماية ، رعاية ، بكاء " فقدمت لى كل شىء على مدار أيامي المتناثرة بين عدم تقدير فعلها التقدير المثالي الذى تستحقه ، أو فى كيفية التعبير عن ما اشعر به تجاهها من حب وعشق وامتلاء برغم كونه الشعور الوحيد الطبيعي الواقعي
كم تمنيت لو لم أكن ولدها ، كي أشعر وتشعر بأن ما أشعر به تجاهها شعورا خارج عن حدود "الطبيعي" ونموذجا غير قابل للتكرار
اليوم فقط وبعد ساعات قليلة من فراقها ، أدركت مدي خذلاني لها حين قارنت بين ملامحها الباكية وهي تودعني ، ونفس الملامح يوم التقينا
ربما أكون أكثر إيجابية اذا اتخذت قرار غوغائيا يمنحني وقتا مستمرا - استحقه - كوني أبنها
أمي
يا من بمقياسك أقيس النساء ، لا اعرف الأمهات كيف يكن ، ولكني اعرف من أنتِ