أجتمع تشرشل بوزرائه بعد انتهاء الحرب
العالمية الثانية بهدف التخطيط لإعادة بناء الإمبراطورية العظمى بعد تدميرها ،
وأفاد الوزراء أن كل البُنى التحتية مدمرة تماما ، وكذلك معظم التنظيمات
الاجتماعية والاقتصادية ، إلا منظومة العدل ما زالت تحتفظ بكل هياكلها كاملة ، فرد
عليهم تشرشل قائلا : إذا سننجح في إعادة بناء بريطانيا العظمي .
ان بناء الأمم وتقدمها واستمرارها قائم في الأساس
على تطبيق العدل دون تمييز او عنصرية ، أو خروقات أو استثناءات ، العدل المطلق غير
المشروط ، الذي يعتبر تطبيقه ثقافة قبل ان يكون قيمة دينية حثت عليها كل الأديان
السماوية ،
فالعدل يوفر الأمان للضعيف والفقير، والحاكم
والمحكوم ويُشْعره بالعزة والفخر ، يمنع الظالم عن ظلمه، والطامع
عن جشعه ، ويحمي الحقوق والأملاك والأعراض فالكل سواسية عند سلطان العدل ، فالعدل في نظر النظار
من أهم الوظائف المنوط بمنصب الرياسة والسياسة العليا للأمة، تحقيقا لمصالحها،
ودرءا للمفاسد عنها، لنبذ كل ما من شأنه الإخلال بنظامها من الشقاق والنزاع
والمخاصمة والمظالم
وكل هذا الخطاب الآنف لا يستسيغه المرضي
النفسيون المتخمون بمركبات النقص ، الذين يبحثون دائما التمييز بينهم وبين الآخرون
تمييزا قائم على السلطة والنفوذ والقوة ولو علي حساب كل قيم العدل والمساواة
فعندما تشعر البنت انها فوق كل اللوائح لان
والدها نائب في مجلس النواب ، فهذا الشعور لم ينبع من فراغ ، بل انها تربت ونشأت
في بيئة أججت العنصرية والتمييز داخلها للدرجة التي شعرت معها أنها اعلي من الناس بحق
وعندما يشعر أي مسئول انه (من طينة مختلفة)
عن الآخرين فكيف تنتظر منه ان يبدي اي سلوك ايجابي يحقق العدل والتقدم والرخاء
كيف ننتظر مستقبل باهر مشرق سعيد مستمر ونحن –
كإفراد - نعاني من كل مركبات النقص التي
تعرفها الصحة النفسية ، اليوم ومنذ الأزل ، لا نعمل ولا نجد ولا نستقيم ونعد إلا
عندما تسلط علينا عصا الرقيب ، فتم إنتاج مسئولون لا يهتمون الا بتلك العصا التي
ستهدم في المجتمع وتظل تهدم وتهدم حتي يأتي اليوم التي لا تقوم له قائمة
الحل الوحيد – الذي لن يكون في المستقبل
القريب – سيتحقق حين تنتقل هذه العصا إلي يد الشعب.
هناك 3 تعليقات:
إرسال تعليق